نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 11 صفحه : 244
فغضب، فصعد المنبر فقال: لا تسألوني اليوم عن شيء إلا بينته لكم، فجعلت انظر يمينا و شمالا، فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكى، فإذا رجل كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه، فقال: يا نبي اللَّه من أبي؟ قال: أبوك حذافة، ثم أنشأ عمر، فقال: رضينا باللَّه ربا، و بالإسلام دينا، و بمحمد رسولا، نعوذ باللَّه من سوء الفتن.
فقال النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم): ما رأيت في الخير و الشر كاليوم قط صورت لي الجنة و النار، حتى رأيتهما وراء الحائط.
و كان قتادة يذكر هذا الحديث عند هذه الآية: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ.
و في حديث سعيد حدثنا قتادة أن أنسا حدثهم عن نبي اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بهذا، و قال:
عائذا باللَّه من سوء الفتن، أو قال: أعوذ باللَّه من سوء الفتن.
و من حديث معتمر عن أبيه قال قتادة: أن أنسا حدثهم عن النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) بهذا، و قال: عائذا باللَّه من شر الفتن.
و ذكره البخاري [1] أيضا في كتاب الصلاة في باب رفع البصر إلى الإمام من حديث محمد بن سنان حدثنا فليح، حدثنا هلال بن علي عن أنس بن مالك، قال: صلى لنا النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) ثم رقى، فأشار بيده قبل قبلة المسجد، ثم قال: لقد رأيت الآن منذ صليت لكم الصلاة الجنة و النار ممثلتين في قبلة هذا الجدار، فلم أر كاليوم في الخير و الشر، ثلاثا، و ذكره في كتاب الرقاق [2].
قال أبو نعيم فأظهر (صلّى اللَّه عليه و سلّم) نعمة اللَّه- تعالى- لديه في تعليمه إياه جواب سؤال السائلين لو سألوه في مقامه ذلك، فلو سئل لورد جواب مسألتهم حسب ما سبق من اللَّه له الوعد به.
[ ()] (4) حديث رقم (6362). و قولة: إذا لاحى بمهملة خفيفة أي خاصم، و في الحديث: أن غضب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) لا يمنع من حكمه، فإنه لا يقول إلا الحق في الغضب و الرضا، و فيه فهم عمر- رضي اللَّه تبارك و تعالى عنه- و فضل عمله. (فتح الباري).