responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 11  صفحه : 158

فيه شك لما جاء به بكليته على امتثال ما أمر به و اتباع سنته، كأنما صارت سنته كتابا مستورا في قلبه، لا يزال يقرؤه على تعاقب أحواله، و يقتبس الهدى و الصلاح و جميع العلوم منه، فكلما ازداد في ذلك بصيرة و قوة و معرفة، تزايدت صلاته و سلامه عليه، و لهذا كان فرق عظيم بين صلاة أهل العلم عليه القائمين بشريعته، العارفين بسنته و هديه المتبعين له، و بين صلاة العوام عليه، الذين حظهم منها إزعاج أعضائهم، و بها رفع أصواتهم، فصلاة العارفين بسنته عليه العالمين بما جاء به، نوع آخر، فكلما ازدادوا معرفة بما جاء به، ازدادوا له محبة و معرفة بحقيقة الصلاة المطلوبة من اللَّه- تعالى.

فكلما كان العبد أعرف باللَّه- تعالى، و له- تعالى- أطوع، و له أحب مما سواه، كان ذكره له- تعالى- غير ذكر الغافلين اللاهين، و هذا أمر إنما يعرف بالذوق لا بالوصف، و فرق بين من يذكر صفات محبوبه الّذي قدم ملأ حبه جميع قلبه، و يثنى عليه و يمجده بها، و بين من حظه من ذكره التلفظ بما لا يدرى معناه، فلا يطابق فيه قلبه لسانه، كما أنه فرق بين بكاء النائحة و بكاء الثكلى.

فذكره (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و ذكر ما جاء به حمدا للَّه- تعالى- على إنعامه علينا، و منّه بإرساله هو حياة الوجود، و روحه روح المجالس، ذكره و حديثه، و هدى لكل حيران، و إذا أخل بذكره في مجلس فأولئك الأموات في الجثمان.

السادسة و الثلاثون:

أنها سبب لعرض اسم المصلى عليه و ذكره عنده.

السابعة و الثلاثون:

أنها سبب لتثبيت أقدام المصلى عليه على الصراط، لحديث سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة في رؤيا النبي (صلّى اللَّه عليه و سلّم) و فيه:

و رأيت رجلا من أمتى يرجف على الصراط، و يحبو أحيانا، فجاءته صلاته عليّ فأقامته و أنقذتة، و سيأتي بطوله إن شاء- اللَّه تعالى- في مقامه (صلّى اللَّه عليه و سلّم).

الثامنة و الثلاثون:

أن المصلى عليه يؤدى بصلاته عليه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) أقل القليل من حقه، و يقوم بأيسر اليسير من شكره على نعمته، التي أنعم اللَّه- تعالى- بها عليه في بعثته إلينا و هدايتنا به، فإن الّذي يستحقه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) من ذلك لا يحصى علما و لا قدرة منا و لا إرادة، و لكن اللَّه- تعالى- من كرمه يرضي من عبادة باليسر.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 11  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست