responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 10  صفحه : 337

اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ [1] فإن قلت: هل كفّر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) لذلك قلت: عن الحسن أنه لم يكفر لأنه كان مغفورا له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و إنما هو تعليم للمؤمنين، و عن مقاتل إن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) أعتق رقبة في تحريم ما ربه. و اللَّه أعلم.


[ ()] و الزمخشريّ قطعا لم يحمل التحريم على هذا الوجه لأنه جعله زلة فيلزمه أن يحمله على المحمل الأول. و معاذ اللَّه و حاش للَّه و أن آحاد المؤمنين حاشى أن يعتقد تحريم ما أحل اللَّه له فكيف لا يربأ بمنصب النبي (عليه السّلام) عما يرتفع عنه منصب عامة الأمة، و ما هذه من الزمخشريّ إلا جراءة على اللَّه و رسوله، و إطلاق القول من غير تحرير و إبراز الرأى الفاسد بلا تخيير، نعوذ باللَّه من ذلك، و هو المسئول أن يجعل وسيلتنا إليه تعظيما لنبينا (صلوات اللَّه عليه) و أن يجنبنا خطوات الشيطان، و يقبلنا من عثرات اللسان. (تفسير القرآن العظيم):

4/ 412، و هذا خلاف لما ذكره الحافظ ابن كثير من حديث زيد بن أسلم أن رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) أصاب أم إبراهيم في بيت بعض نسائه، فقالت: أي رسول اللَّه في بيتي و على فراشي؟ فجعلها عليه حراما، قالت: أي رسول اللَّه كيف يحرم عليك الحلال؟ فحلف لها باللَّه لا يصيبها، فأنزل اللَّه تعالى‌ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ‌ قال زيد بن أسلم فقوله أنت على حرام لغو، و هكذا روى عبد الرحمن بن زيد عن أبيه، و قال ابن جرير أيضا: حدثنا يونس، حدثنا ابن وهب، عن مالك، عن زيد بن أسلم، قال: قال لها «أنت على حرام و اللَّه لا أطؤك» و قال القسطلاني في (المواهب اللدنية): 2/ 654- 655، و منها أنه غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر، قال اللَّه تعالى: لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ [سورة الفتح:

الآية 2] قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام: من خصائصه (صلّى اللَّه عليه و سلم) أنه أخبره اللَّه تعالى بالمغفرة و لم ينقل أنه أخبره اللَّه تعالى بالمغفرة، و لم ينقل أنه أخبر أحدا من الأنبياء بمثل ذلك، و يدل له قولهم في الموقف: نفسي نفسي.

و قد سبق إلى نحو هذا ابن عطية فقال: و إنما المعنى التشريف بهذا الحكم، و لم تكن ذنوب البتة، ثم قال: و على تقدير الجواز لا شك و لا ارتياب أنه لم يقع منه (صلّى اللَّه عليه و سلم)، و كيف يتخيل خلاف ذلك‌ وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‌* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى‌. [سورة النجم: الآية 4- 5].

[1] سورة التحريم: 2.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 10  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست