نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 10 صفحه : 161
فصل في ذكر نوم المرأة في المسجد و لبث المريض و غيره بمسجد رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) و ضرب الخيمة و نحوها فيه على عهده (صلّى اللَّه عليه و سلم)
خرج البخاري [1] من حديث أبى أسامة، عن هشام عن أبيه، عن عائشة رضى اللَّه تبارك و تعالى عنها، أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فكانت معهم. قالت: فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيور.
قالت: فوضعته- أو وقع منها- فمرت به حدياة و هو ملقى، فحسبته لحما فخطفته. قالت: فالتمسوه فلم يجدوه. قالت فاتهمونى به. قالت فطفقوا يفتشون حتى فتشوا قلبها. قالت: و اللَّه إني لقائمة معهم إذ مرت الحدياة فألقته، قالت:
[1] (فتح الباري): 1/ 37، كتاب الصلاة، باب (57) نوم المرأة في المسجد، حديث رقم (439) قوله: (باب نوم المرأة في المسجد) أي إقامتها فيه.
قوله: (حدياة) بضم الحاء و فتح الدال المهملتين و تشديد الياء التحتانية تصغير حدأة بالهمز بوزن عتبة، و يجوز فتح أوله. و هي الطائر المعروف المأذون في قتله في الحل و الحرم، و الأصل في تصغيرها حدياة بسكون الياء و فتح الهمزة لكن سهلت الهمزة و أدغمت ثم أشبعت الفتحة فصارت ألفا، و تسمى أيضا الحدى بضم أوله و تشديد الدال مقصور، و يقال أيضا الحدو بكسر أوله و فتح الدال الخفيفة و سكون الواو و جمعها حدا كالمفرد بلا هاء، و ربما قالوه بالمد.
قوله: (حتى فتشوا قبلها) كأنه من كلام عائشة، و إلا فمقتضى السياق أن تقول (قبلي) و كذا هو في رواية المصنف في أيام الجاهلية من رواية على بن مسهر عن هشام، فالظاهر أنه من كلام الوليدة. أوردته بلفظ الغيبة التفاتا أو تجريدا، و زاد فيه ثابت أيضا «قالت: فدعوت اللَّه أن يبرئنى فجاءت الحديا و هم ينظرون، و في الحديث إباحة المبيت و المقيل في المسجد لمن لا مسكن له من المسلمين رجلا كان أو امرأة عند أمن الفتنة، و إباحة استظلاله فيه بالخيمة و نحوها، و فيه الخروج من البلد الّذي يحصل للمرأة فيه المحنة، و لعله يتحول إلى ما هو خير له كما وقع لهذه. و فيه فضل الهجرة من دار الكفر، و إجابة دعوة المظلوم و لو كان كافرا لأن في السياق أن إسلامها كان يعد قدموها بالمدينة. و اللَّه أعلم.
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 10 صفحه : 161