نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 10 صفحه : 11
ابن ساعدة فقال له: قدم الحارث بن سويد إلى باب المسجد فاضرب عنقه بمجذر بن زياد، فإنه قتله يوم أحد فأخذه عويم فقال الحارث: دعني أكلم رسول اللَّه! فأبى عويم عليه، فجابذه يريد كلام رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم)، و نهض رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) يريد أن يركب، و دعا بحماره على باب المسجد، فجعل الحارث يقول: قد و اللَّه قتلته يا رسول اللَّه، و اللَّه ما كان قتلى إياه رجوعا عن الإسلام و لا ارتيابا فيه، و لكن حمية الشيطان و أمر وكلت فيه إلى نفسي، و إني أتوب إلى اللَّه و إلى رسوله مما عملت، و أخرج ديته، و أصوم شهرين متتابعين، و أعتق رقبة، و أطعم ستين مسكينا، إني أتوب إلى اللَّه و رسوله! و جعل يمسك بركاب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم)، و بنو المجذر حضور لا يقول لهم رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) شيئا حتى إذا استوعب كلامه قال: قدمه يا عويم فاضرب عنقه! و ركب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم)، و قدمه عويم على باب المسجد فضرب عنقه.
و يقال: إن خبيب بن يساف، نظر إليه حين ضرب عنقه فجاء إلى النبي (صلّى اللَّه عليه و سلم) فأخبره، فركب رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) إليهم يمحص عن هذا الأمر، فبينا رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) على حماره، فنزل عليه جبريل فخبره بذلك في مسيره، فأمر رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) عويما فضرب عنقه، و قال حسان بن ثابت [للحارث بن سويد ابن الصامت الأنصاري]:
يا حار في سنة من نوم أولكم* * * أم كنت ويحك مغترا بجبريل
أم كنت يا ابن زياد حين تقتله* * * ذي غرة في فضاء الأرض مجهول
و قلتم لن نرى و اللَّه يبصركم* * * و فيكم محكم الآيات و القيل
محمد و العزيز اللَّه يخبره* * * بما تكنّ سريرات الأقاويل [1].
[ ()] مسكين، و أخرج ديتين، فصمت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلم) حتى استفرغ كلامه، ثم وضع رجله في الركاب و قال: يا عويم بن ساعدة، اضرب عنقه! و مضى، فضرب عويم عنقه.
فقال حسان للحارث بن سويد بن الصامت الأنصاري: ... و ذكر الأبيات.
[1] هذه الأبيات مضطربة السياق و الوزن و القافية في (الأصل)، فأثبتناها من (ديوان حسان):
301، قصيدة رقم (200).
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 10 صفحه : 11