responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 58

الفرح. فاستأجر عبد اللَّه بن أريقط الليثي من بني الدّئل من بني عبد بن عديّ، ليدلهما على الطريق. و خرجا من خوخة [1] في بيت أبي بكر، و مضيا إلى غار بجبل ثور، فلم يصعدا الغار حتى قطرت قدما رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) دما، لم يتعود الحفية و لا الرعية و لا الشقوة [2]، و عادت قدما أبي بكر كأنهما صفوان.

و عمّى اللَّه على قريش خبرها فلم يدروا أين ذهبوا. و كان عامر بن فهيرة مولى أبي بكر يريح [3] عليهما غنمه، و كانت أسماء ابنة أبي بكر رضي اللَّه عنها تحمل لهما الزاد إلى الغار، و كان عبد اللَّه بن أبي بكر يتسمع لهما ما يقال عنهما بمكة ثم يأتيهما بذلك.

و جاءت قريش في طلبهما إلى ثور و ما حوله، و مرّوا على باب الغار و حاذت أقدامهم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و أبا بكر رضي اللَّه عنه، و قد نسج العنكبوت و عششت حمامتان على باب الغار، و ذلك تأويل قوله تعالى: إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَ أَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها [4].

و بكى أبو بكر رضي اللَّه عنه و قال: يا رسول اللَّه، لو أن أحدهم نظر إلى موضع قدميه لرآنا. فقال له: يا أبا بكر ما ظنك باثنين اللَّه ثالثهما؟.

و عمّى اللَّه على قريش، و قد قفا [5] كرز بن علقمة بن هلال بن جريبة [6] بن عبد نهم [7] بن حليل بن حبشيّة أثر النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) حتى انتهى إلى الغار، فرأى عليه نسج العنكبوت، فقال: ها هنا انقطع الأثر، فلم يهتدوا إليهما، و رجعوا فنادوا بأعلى مكة و أسفلها: من قتل محمدا و أبا بكر فله مائة من الإبل.

و يقال: جعلوا لمن جاء بأحدهما أو قتله ديته، فلما مضت ثلاث لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و أبي بكر و هما في الغار أتاهما دليلهما، و قد سكن الطلب عنهما و معهما بعيرهما، فأخذ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أحدهما من أبي بكر رضي اللَّه عنه بالثمن، و قد


[1] باب صغير كالنافذة.

[2] الحفية: المشي بغير نعل، و الرّعية: أرض فيها حجارة ناتئة (المعجم الوسيط) ج 1 ص 356.

[3] يريح الإبل و الغنم: يردها من العشي إلى مراحلها حيث تأوي ليلا.

[4] الآية 40/ التوبة.

[5] قفا الأثر: تتبعه.

[6] في (خ) «حرينة».

[7] في (خ) «فهم» و التصويب من (ط).

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست