[1] هو خفاف بن ندبة «بالحركات الثلاث» ابن عمير بن عمر بن الشريد السّلمي، «ندبة أمه، و أبوه عمير». يكنى أبا خرشة، أو خراشة، و هو ابن عم خنساء، و صخر، و معاوية، و خفاف هذا شاعر مشهور بالشعر، و كان أسود حالكا. قال أبو عبيدة: هو أحد أغربة العرب. قال الأصمعي: شهد خفاف حنينا. و قال غيره: شهد مع النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) فتح مكة، و معه لواء بني سليم، و شهد حنينا و الطائف. و قال أبو عبيدة: حدثني أبو بلال سهم بن العباس بن مرادس السلمي قال:
غزا معاوية بن عمرو بن الشريد أخو خنساء مرّة و فزارة و معه خفاف بن ندبة، فاعتوره هاشم و زيد ابنا حرملة المرّيّان، فاستطرد له أحدهما، ثم وقف و شدّ عليه الآخر فقتله، فلما تنادوا قتل معاوية.
قال خفاف، قتلني اللَّه إن رمت حتى أثأر به، فشدّ على مالك بن حمار سيد بني شمخ بن فزارة فقتله، و قال:
فإن تك خيلي قد أصيب صميمها* * * فعمدا على عيني تيمّمت مالكا
وقفت له علوي و قد خان صحبتي* * * لأبني مجدا أو لأثأر هالكا
أقول له و الرمح يأطر متنه* * * تأمّل خفافا إنني أنا ذلكا
قال أبو عمر: له حديث واحد لا أعلم غيره، رواه عن النبي (صلى اللَّه عليه و سلم): فقلت: يا رسول اللَّه، أين تأمرني أن أنزل، أعلى قرشىّ؟ أم أنصاريّ؟ أم أسلم؟ أم غفار؟ فقال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): «يا خفاف، ابتغ الرفيق قبل الطريق، فإن عرض لك أمر نصرك، و إن احتجت إليه رفدك». هذا الحديث عند الخطيب في الجامع، من طريق عبد للَّه بن محمد اليماني، عن أبيه عن جده قال: قال خفاف بن ندبة: قال لي رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم): يا خفاف ابتغ الرفيق قبل الطريق»
[3] هو العبّاس، عم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)، قيل: إنه أسلم قبل الهجرة، و كتم إسلامه، و خرج مع قومه إلى بدر، فأسر يومئذ، فادّعى أنه مسلم، فاللَّه تعالى أعلم، و ليس هو في عداد الطلقاء، فإنه كان قدم إلى النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) قبل الفتح، ألا تراه أجار أبا سفيان بن حرب؟ و له عدة أحاديث، منها خمسة و ثلاثون في مسند بقيّ، و في البخاري و مسلم حديث، و في البخاري حديث، و في مسلم ثلاثة أحاديث، و قدم الشام مع عمر.
قال الكلبي: كان العباس شريفا مهيبا، عاقلا جميلا، أبيض بضا، له ضفيرتان، معتدل القامة، ولد قبل عام الفيل بثلاث سنين.
بل كان من أطول الرجال، و أحسنهم صورة، و أبهاهم و أجهرهم صوتا، مع الحلم الوافر و السؤدد.
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 366