نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 345
المهاجرون: كلا! بل أنت أمير أصحابك، و هو أمير أصحابه. فقال: لا! أنتم مدد لنا.
فقال أبو عبيدة- و كان حسن الخلق- انظرن يا عمرو! تعلمنّ أن آخر ما عهد إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) أن قال: إذا قدمت على صاحبك فتطاوعا و لا تختلفا،
و إنك و اللَّه إن عصيتني لأطيعنك! فكان عمرو يصلي بالناس. و سار- و قد صار في خمسمائة- حتى وطئ بلاد بلي و دوّخها، و كلما انتهى إلى موضع، بلغه أنه قد كان به جمع فلما سمعوا به تفرقوا. حتى انتهى إلى أقصى بلاد بلى و عذرة و بلقين، و لقي في آخر ذلك جمعا، فقاتلهم ساعة و هزمهم. و أقام أياما يبث سراياه، فيؤتى بالشاء و النّعم فينحرون و يذبحون، و لم يكن في ذلك أكثر من هذا، و لم تكن غنائم تقسم.
خبر صاحب الجزور
و خرج عوف بن مالك الأشجعي يوما في العسكر، فمر بقوم [1] قد عجزوا عن نحر جزورهم و عملها، فقال: أ تعطوني عليها و أقسمها بينكم؟ فجعلوا له شعيرا منها، فنحرها، و جزأها بينهم، و أخذ جزءه و أتى به إلى أصحابه، فطبخوه و أكلوه، فلما فرغوا، قال أبو بكر و عمر رضي اللَّه عنهما. من أين لك هذا اللحم؟
فأخبرهما، فقالا: و اللَّه ما أحسنت حين أطعمتنا هذا! ثم قاما يتقيئان، و فعل ذلك الجيش. و قال أبو بكر و عمر رضي اللَّه عنهما لعوف: تعجلت أخرى! ثم أتى أبا عبيدة رضي اللَّه عنه فقال له مثل ذلك.
صلاة عمرو بالناس بغير غسل
و احتلم عمرو بن العاص رضي اللَّه عنه في ليلة باردة كأشد ما يكون من البرد فقال لأصحابه: ما ترون؟ قد و اللَّه احتلمت، و إن اغتسلت مت! فدعا بماء فتوضأ و غسل فرجه و تيمّم، ثم قام فصلى بهم. و بعث عوف بن مالك بريدا [2]،
فقدم على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فسلم عليه، فقال: عوف بن مالك؟ قال: عوف بن مالك يا رسول اللَّه! قال: صاحب الجزور! قال: نعم! قال: أخبرني! فأخبره
بمسيرهم، و ما كان بين أبي عبيدة و بين عمرو، و مطاوعة أبي عبيدة! ثم أخبره أن