وخطب الناس فقال: إني كائن لكم فرطا [2]، و قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لم [3] تضلوا: كتاب اللَّه و سنة نبيه.
بلاغ خبر المسلمين إلى أهل مكة و خروجهم إليهم
و بلغ أهل مكة خروج رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فراعهم ذلك، و تشاوروا. ثم قدّموا عكرمة بن أبي جهل- و يقال: خالد بن الوليد- على مائتي فارس إلى كراع الغميم، و استنفروا من أطاعهم من الأحابيش، و أجلبت ثقيف معهم: و وضعوا العيون على الجبال، و هم عشرة رجال يوحي بعضهم إلى بعض بالصوت: فعل محمد كذا كذا، حتى ينتهي ذلك إلى قريش ببلدح [4]. و خرجوا إلى بلدح و ضربوا بها القباب و الأبنية، و معهم النساء و الصبيان، فعسكروا هناك، و قد أجمعوا على منع رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) من دخول مكة و محاربته.
إجماع قريش على منع المسلمين من دخول مكة، و مشورة المسلمين
و رجع بسر بن سفيان من مكة و قد علم خبر القوم، فلقي رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) من وراء عسفان و أخبره الخبر.
و استشار رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)[5] الناس: هل يمضي لوجهته و يقاتل من صدّه عن البيت أو يخالف الذين استنفروا إلى أهليهم فيصيبهم؟