نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 226
أخبار المسلمين يوم حفر الخندق
و جعل المسلمون إذا رأوا من الرجل فتورا ضحكوا منه، و تنافس الناس في سلمان الفارسيّ، فقال المهاجرون: سلمان منا- و كان قويا عارفا يحفر الخنادق- و قالت الأنصار: هو منا و نحن آخرته [1].
فقال (صلى اللَّه عليه و سلم): سلمان منا أهل البيت.
و لقد كان يعمل عمل عشرة رجال حتى عانة [2] قيس بن أبي صعصعة فلبط به [3]
فقال (صلى اللَّه عليه و سلم): مروه فليتوضّأ و ليغتسل به، و يكفأ الإناء خلفه، ففعل فكأنما حلّ من عقال. و جعل لسلمان خمس أذرع طولا و خمسا في الأرض ففرغها وحده و هو يقول: اللَّهمّ لا عيش إلا عيش الآخرة. و حفر رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و حمل التراب على ظهره.
و في حديث سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي: أنه (عليه السلام) حين ضرب في الخندق قال:
فعزم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) على كعب ابن مالك ألا يقول شيئا، و عزم على حسان بن ثابت، و قال: لا يغضب أحد مما قاله صاحبه، لا يريد بذلك سوءا، إلا ما قال كعب و حسان فإنّهما يجدان ذلك [5].
[1] في (خ) «إخوته»، و آخرته: آخر من نزل بهم بعد طوافه البلاد.
[2] عانة: أصابه بالعين من الحسد (المعجم الوسيط) ج 2 ص 641.
[3] لبط به: سقط على الأرض من قيام (المرجع السابق) ص 813.
[4] قال محقق (2): «هذا كلام لم أجده فيما بين يدي من أصول الكتب، و لا أدري ما هو» و نقول:
روى ابن كثير في (البداية و النهاية) ج 4 ص 96، ص 97 ما نصه:
«و قال البيهقي في الدلائل: أخبرنا على بن أحمد بن عبدان (بسنده) عن أبي عثمان عن سلمان أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) ضرب في الخندق و قال: