responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 225

مشورة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) حين بلغه خبر خروج الأحزاب و إشارة سلمان بحفر الخندق‌

و كانت خزاعة عند ما خرجت من مكة: أتى ركبهم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم)- في أربع ليال- حتى أخبروه، فندب الناس و أخبرهم خبر عدوهم، و شاورهم: أ يبرز من المدينة، أم يكون فيها و يخندق عليها، أم يكون قريبا و الجبل وراءهم؟ فاختلفوا.

و كان سلمان الفارسيّ يرى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يهم بالمقام بالمدينة- و يريد [1] أن يتركهم حتى يردوا ثم يحاربهم على المدينة و في طرقها- فأشار بالخندق فأعجبهم ذلك، و ذكروا يوم أحد، فأحبوا الثبات في المدينة. و أمرهم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بالجد، و وعدهم النصر إن هم صبروا و اتقوا، و أمرهم بالطاعة.

خبر حفر الخندق‌

و ركب فرسا له- و معه عدة من المهاجرين و الأنصار- فارتاد موضعا ينزله، و جعل سلعا [2] خلف ظهره و عمل في [حفر] [3] الخندق لينشطهم، و ندب الناس و خبّرهم بدنو عدوهم، و عيّن حفر الخندق في المراد [4] و عسكر بهم إلى سفح سلع، فتبادر المسلمون في العمل، و قد استعاروا من بني قريظة آلة كثيرة- من مساحي و كرازين و مكاتل [5]-، للحفر في الخندق. و وكل (صلى اللَّه عليه و سلم) بكل جانب من الخندق قوما يحفرونه. و كان الشباب ينقلون التراب، و يخرج المهاجرون و الأنصار في نقل التراب و على رءوسهم المكاتل، و يرجعون بها بعد إلقاء التراب منها و قد ملئوها حجارة من جبل سلع: و هي أعظم سلاحهم، يرمون بها.

و كان رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يحمل التراب في المكاتل و القوم يرتجزون [6]،

و رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) يقول:

هذا الجمال لا جمال خيبر* * * هذا أبر ربنا و أطهر


[1] هذا الحرف في (خ) يقرأ ما بين «يريد»، «يدبر» و الأقرب للمعنى ما أثبتناه.

[2] سلع جبل قرب المدينة (معجم البلدان) ج 3 ص 236.

[3] زيادة للإيضاح.

[4] في (خ) «المزاد».

[5] المساحي و الكرازين و المكاتل: المجارف و الفؤوس و القفف.

[6] ترتجزون: يترنمون بالرّجز من أوزان الشعر.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست