نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين جلد : 1 صفحه : 214
ابن سليم السلمي ثم الذّكواني أبو عمرو- و كان في السّاقة [1]- فاسترجع لما رآها، فاستيقظت و خمرت [2] وجهها بملحفتها. فلم يكلمها، و أناخ بعيره و ولى عنها حتى ركبت، و قاد بها حتى أتى العسكر. فقال أصحاب الإفك- و كبيرهم عبد اللَّه بن أبيّ بن سلول- ما قالوا، حتى بلغ ذلك رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) فتغير لعائشة و هي لا تشعر، حتى أعلمتها أم مسطح ابنة أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف ابن قصي، و كانت أمها خالة أبي بكر رضي اللَّه عنه. فأتت أبويها لتستيقن الخبر، فوجدت عندهما العلم بما قاله أهل الإفك. فبكت ليلتها حتى أصبحت.
استشارة رسول (صلى اللَّه عليه و سلم) اللَّه أصحابه في فراق عائشة
و استشار رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) عليا و أسامة في فراق عائشة. فقال أسامة: هذا الباطل و الكذب، و لا نعلم إلا خيرا.
و قال عليّ: لم يضيق اللَّه عليك، و النساء كثير، و قد أحلّ اللَّه لك و أطاب، فطلقها و أنكح غيرها.
و خلا (صلى اللَّه عليه و سلم) ببريرة و سألها فقالت: هي أطيب من طيب الذهب، و اللَّه ما أعلم عليها إلا خيرا، و اللَّه يا رسول اللَّه لئن كانت على غير ذلك ليخبرنك اللَّه بذلك، ألا إنها جارية ترقد عن العجين حتى تأتي الشاة فتأكل عجينها. و سأل زينب بنت جحش فقالت: حاشى سمعي و بصري، ما علمت إلا خيرا، و اللَّه ما أكلمها، و إني لمهاجرتها، و ما كنت أقول إلا الحق. و سأل أم أيمن فقالت: حاشى سمعي و بصري أن أكون علمت أو ظننت بها قط إلا خيرا.
خطبة النبي (صلى اللَّه عليه و سلم) في أمر الإفك و اختلاف الأوس و الخزرج
ثم صعد المنبر فحمد اللَّه و أثنى عليه ثم قال: من يعذرني ممن يؤذيني في أهلي؟
و يقولون لرجل، و اللَّه ما علمت على ذلك الرجل إلا خيرا، و ما كان يدخل بيتا من بيوتي إلا معي، و يقولون عليه غير الحق!
فقام سعد بن معاذ فقال: أنا أعذرك
[ ()] «صفوان بن المعطل بن ربيعة بن خزاعيّ بن محارب بن مرّة بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السّلمى ثم الذكوانيّ، يكنى أبا عمرو».
[1] الساقة: مؤخرة الجيش (المعجم الوسيط) ج 1 ص 464.