responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 215

منه يا رسول اللَّه، إن يك من الأوس آتيك برأسه، و إن يك من إخواننا الخزرج فمرنا بأمرك يمضي لك. فقام سعد بن عبادة- و قد غضب منه- فقال: كذبت لعمر اللَّه، لا تقتله و لا تقدر [1] على قتله. فقال أسيد بن حضير: كذبت، و اللَّه ليقتلنه و أنفك راغم. و كادت تكون فتنة، فأشار رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) بيده إلى الأوس و الخزرج أن اسكتوا، و نزل عن المنبر، فهدّأهم و خفضهم حتى انصرفوا.

دخول رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) على عائشة و حديثهما

و دخل على عائشة- و قد مكث شهرا قبل ذلك لا يوحى إليه في شأنها- فتشهد ثم قال: أما بعد يا عائشة، فإنه بلغني كذا و كذا، فإن كنت بريئة يبرئك اللَّه، و إن كنت ألممت بشي‌ء مما يقول الناس فاستغفري اللَّه عز و جل، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى اللَّه تاب اللَّه عليه.

فقالت لأبيها: أجب عني رسول اللَّه. قال: و اللَّه ما أدري ما أقول و ما أجيب به عنك! فقالت لأمها: أجيبي عني. فقالت: و اللَّه ما أدري ما أجيب به. فقالت: إني و اللَّه قد علمت أنكم سمعتم بهذا الحديث، فوقع في أنفسكم فصدقتم به! فلئن قلت لكم إني بريئة [2] لا تصدقوني، و لئن اعترفت لكم بأمر يعلم اللَّه أني منه بريئة لتصدقنني، و إني و اللَّه ما أجد لي مثلا إلا أبا يوسف إذ يقول: فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى‌ ما تَصِفُونَ‌ [3]، فقال أبو بكر رضي اللَّه عنه: ما أعلم أهل بيت من العرب دخل عليهم ما دخل على آل أبي بكر، و اللَّه ما قيل لنا هذا في الجاهلية حيث لا نعبد [4] اللَّه، فيقال لنا في الإسلام! و أقبل عليها مغضبا فبكت.

نزول القرآن ببراءة عائشة

فغشي رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) ما كان يغشاه و سجى [5] بثوبه، و جمعت وسادة من أدم تحت رأسه، ثم كشف عن وجهه و هو يضحك و يمسح جبينه و قال: يا عائشة، إن اللَّه قد أنزل براءتك. فأنزل اللَّه تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَ الَّذِي‌


[1] في (خ) «يقتله و لا يقدر».

[2] في (خ) «برية».

[3] آية 18/ يوسف.

[4] في (خ) «لا يعبد».

[5] سجى: غطى.

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 215
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست