أقمنا لهم ضربا مبيرا منكلا* * * و حزناهم بالطعن من كل جانب
و لو لا لواء الحارثية أصبحوا* * * يباعون في الأسواق بيع الجلائب [3]
و قال أبو عبيدة فيما سمع من علي:
أقمنا لكم ضربا طلخفا [4] منكّلا* * * و حزناكم بالطعن من كل جانب
عصيان الرماة و دولة الحرب على المسلمين
و ما ظفر اللَّه نبيه (صلى اللَّه عليه و سلم) في موطن قط ما ظفره و أصحابه يوم أحد حتى عصوا الرسول (صلى اللَّه عليه و سلم) و تنازعوا في الأمر. لقد قتل أصحاب اللواء، و انكشف المشركون منهزمين لا يلوون، و نساؤهم يدعون بالويل بعد ضرب الدفاف و الفرح، و لكن المسلمين أتوا من قبل الرماة، فإن المشركين لما انهزموا و تبعهم المسلمون: يضعون السلاح فيهم حيث شاءوا، و وقعوا ينتهبون عسكرهم، قال بعض الرماة لبعض:
لم [5] تقيمون هاهنا في غير شيء؟ قد هزم اللَّه العدوّ و هؤلاء إخوانكم ينتهبون عسكرهم! فادخلوا عسكر المشركين فاغنموا مع إخوانكم.
فقال بعضهم: أ لم تعلموا أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قال لكم: احموا ظهورنا، و لا تبرحوا مكانكم، و إن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا، و إن غنمنا فلا تشركونا، احموا ظهورنا.
فقال
[ ()]
أقر العين أن عصبت يداها* * * و ما إن تعصبان على خضاب