responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 10

بلبن ابنها «مسروح» أياما قلائل [1] و كانت أرضعت قبل رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) عمه «حمزة بن عبد المطلب» [2]، و أرضعت بعد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) «أبا سلمة بن عبد


[ ()] إلى حقارة ما سقي من ماء. قوله: «بعتاقتي» بفتح العين، و في رواية عبد الرزاق «بعتقي» و هو أوجه، و الوجه الأولى أن يقول: «بإعتاقي» لأن المراد التخليص من الرق.

و في الحديث دلالة على أن الكافر قد ينفعه العمل الصالح في الآخرة، و لكنه مخالف لظاهر القرآن، قال تعالى: وَ قَدِمْنا إِلى‌ ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً (آية 23/ الفرقان)، و أجيب:

أولا: بأن الخبر مرسل، أرسله عروة، و لم يذكر من حدّثه به، و على تقدير أن يكون موصولا، فالذي في الخبر رؤيا منام، فلا حجة فيه، و لعلّ الّذي رآها لم يك إذ ذاك أسلم، فلا يحتج به. و ثانيا:

على تقدير القبول، فيحتمل أن يكون ما يتعلق بالنبيّ (صلى اللَّه عليه و سلم) مخصوصا من ذلك، بدليل قصة أبي طالب كما تقدم، أنه خفف عنه، فنقل من الغمرات إلى الضّحضاح.

و قال البيهقي: ما ورد من بطلان الخبر للكفار، فمعناه أنهم لا يكون لهم التخلص من النار، و لا دخول الجنة، و يجوز أن يخفف عنهم من العذاب الّذي يستوجبونه على ما ارتكبوه من الجرائم، سوى الكفر بما عملوه من الخيرات.

و أما القاضي عياض فقال: انعقد الإجماع على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم، و لا يثابون عليها بنعيم و لا تخفيف عذاب، و إن كان بعضهم أشد عذابا من بعض.

قلت: و هذا لا يرد الاحتمال الّذي ذكره البيهقي، فإن جميع ما ورد من ذلك فيما يتعلق بذنب الكفر، و أما ذنب غير الكفر، فما المانع تخفيفه؟.

و قال القرطبي: هذا التخفيف خاص بهذا، و بمن ورد النص فيه. و قال ابن المنير في الحاشية: هنا قضيتان: إحداهما محال، و هي اعتبار طاعة الكافر مع كفره، لأن شرط الطاعة أن تقع بقصد صحيح، و هذا مفقود من الكافر.

و الثانية: إثابة الكافر على بعض الأعمال، تفضلا من اللَّه تعالى، و هذا لا يحيله العقل، فإذا تقرر ذلك لم يكن عتق أبي لهب لثويبة قربة معتبرة، و يجوز أن يتفضل اللَّه عليه بما شاء، كما تفضل على أبي طالب، و المتبع في ذلك التوقيف نفيا و إثباتا. قلت: و تتمّة هذا أن يقع التفضل المذكور إكراما لمن وقع من الكافر من البرّ له و نحو ذلك. و اللَّه أعلم. (فتح الباري ج 9 ص 173، 174- كتاب النكاح- باب: و أمهاتكم اللاتي أرضعنكم، و يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب).

[1] في (خ) «دلائل» و كتب تحتها بخط آخر «قلائل».

[2] هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، الإمام البطل الضرغام، أسد اللَّه أبو عمارة، و أبو يعلي القرشي الهاشمي، المكّي، ثم المدنيّ، البدريّ، الشهيد، عم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) و أخوه من الرضاعة.

قال ابن إسحاق: لما أسلم حمزة علمت قريش أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و سلم) قد عزّ و امتنع، و أن حمزة سيمنعه، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه.

(ابن هشام) 2/ 129، (ابن الأثير) في أسد الغابة 2/ 52، (الهيثمي) 9/ 267 و نسبه للطبرانيّ و قال: مرسل و رواته ثقات، و أخرجه (الحاكم) 3/ 193.

قال أبو إسحاق: عن حارثة بن مضرّب، عن علي قال: قال لي رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه

و سلم): ناد حمزة،

نام کتاب : إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال و الأموال و الحفدة و المتاع نویسنده : المقريزي، تقي الدين    جلد : 1  صفحه : 10
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست