نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 2 صفحه : 592
و لما قالوا: ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَ يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ[1] قال اللّه تعالى: وَ ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَ يَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ[2]. و لما حسدته أعداء اللّه اليهود على كثرة النكاح و الزوجات، و قالوا: ما همته إلا النكاح، رد اللّه تعالى عليهم عن رسوله و نافح عنه فقال:
و لما استبعدوا أن يبعث اللّه رسولا من البشر بقولهم الذي حكى اللّه عنهم: وَ ما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْ قالُوا أَ بَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولًا[4] و جهلوا أن التجانس يورث التأنس، و أن التخالف يورث التباين.
قال اللّه تعالى: قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا[5] أى لو كانوا ملائكة لوجب أن يكون رسولهم من الملائكة، لكن لما كان أهل الأرض من البشر وجب أن يكون رسولهم من البشر.
فما أجل هذه الكرامة، و قد كانت الأنبياء إنما يدافعون عن أنفسهم، و يردون على أعدائهم، كقول نوح- عليه الصلاة و السلام-: يا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلالَةٌ[6]. و قول هود لَيْسَ بِي سَفاهَةٌ[7] و أشباه ذلك.