responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 581

فى شي‌ء منها لم تكن طاعته طاعة اللّه تعالى، و أيضا وجب أن يكون معصوما فى جميع أفعاله، لأنه تعالى أمر بمتابعته فى قوله: وَ اتَّبِعُوهُ‌ [1]، و المتابعة عبارة عن الإتيان بمثل فعل الغير، فثبت أن الانقياد له فى جميع أقواله و أفعاله إلا ما خصه الدليل طاعة له، و انقياد لحكم اللّه تعالى. و قال اللّه تعالى: وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ‌ [2] الآية. و هذا عام فى المطيعين للّه من أصحاب الرسول و من بعدهم، و عام فى المعية فى هذه الدار، و إن فاتت فيها معية الأبدان.

و قد ذكروا فى سبب نزول هذه الآية أن ثوبان، مولى رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- كان شديد الحب لرسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- قليل الصبر عنه، فأتاه يوما و قد تغير وجهه و نحل جسمه، و عرف الحزن فى وجهه، فسأله رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- عن حاله فقال: يا رسول اللّه، ما بى وجع، غير أنى إذا لم أرك اشتقتك و استوحشت وحشة عظيمة حتى ألقاك، فذكرت الآخرة بحيث لا أراك هناك، لأنى إذا دخلت الجنة فأنت تكون فى درجات النبيين، و إن أنا لم أدخل الجنة فحينئذ لا أراك أبدا، فنزلت هذه الآية.

و ذكر ابن أبى حاتم عن أبى الضحى عن مسروق، قال أصحاب محمد: يا رسول اللّه ما ينبغى لنا أن نفارقك، فإنك لو قد متّ لرفعت فوقنا و لم نرك، فأنزل اللّه الآية. و ذكر عن عكرمة مرسلا، قال: أتى فتى النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- فقال: يا رسول اللّه، إن لنا منك نظرة فى الدنيا و يوم القيامة لا نراك لأنك فى الجنة فى الدرجات العلى، فأنزل اللّه هذه الآية فقال له رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم-: «أنت معى فى الجنة». و ذكر فيها أيضا روايات أخر ستأتى- إن شاء اللّه تعالى- فى مقصد محبته- صلى اللّه عليه و سلم-.

لكن قال المحققون: لا ننكر صحة هذه الروايات، إلا أن سبب نزول‌


[1] سورة الأعراف: 158.

[2] سورة النساء: 69.

نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 581
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست