responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 577

و المراد: كونه هاديا مبينا كالسراج الذي يرى الطريق و يبين الهدى و الرشاد، فبيانه أقوى و أتم و أنفع من نور الشمس، و إذا كان كذلك وجب أن تكون نفسه القدسية أعظم فى النورانية من الشمس، فكما أن الشمس فى عالم الأجسام تفيد النور لغيرها و لا تستفيد من غيرها فكذا نفس النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- تفيد الأنوار العقلية لسائر الأنفس البشرية، و لذلك وصف اللّه الشمس بأنها سراج حيث قال: وَ جَعَلَ فِيها سِراجاً وَ قَمَراً مُنِيراً [1].

و كما وصف اللّه رسوله بأنه نور، وصف نفسه المقدسة بذلك فقال:

اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‌ [2]، فليس فيهما نور إلا اللّه، و نوره القدسى هو سر الوجود و الحياة و الجمال و الكمال، و هو الذي أشرق على العالم فأشرق على العوالم الروحانية، و هم الملائكة، فصارت سرجا منيره، يستمد منها من هو دونها بجود اللّه تعالى، ثم سرى النور إلى عالم النفوس الإنسانية، ثم طرحته النفوس على صفحات الجسوم، فليس فى الوجود إلا نور اللّه السارى إلى الشي‌ء منه بقدر قبوله و وسع استعداده و رحب تلقيه.

و النور فى الأصل: كيفية يدركها الباصر أولا، و بواسطتها سائر المبصرات، كالكيفية الفائضة من النيرين- الشمس و القمر- على الأجرام الكثيفة المحاذية لهما، و هو بهذا المعنى لا يصح إطلاقه على اللّه تعالى إلا بتقدير مضاف، كقولك: زيد كرم، بمعنى: ذو كرم، أو معنى منور السماوات و الأرض، فإنه تعالى نورهما بالكواكب، و ما يفيض عنها من الأنوار، و بالملائكة و الأنبياء من قولهم للرئيس الفائق فى التدبير: نور القوم، لأنهم يهتدون به فى الأمور، و يؤيد هذا القول قراءة على بن أبى طالب و زيد بن‌


[1] سورة الفرقان: 61.

[2] سورة النور: 35.

نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 577
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست