نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 2 صفحه : 564
و هو جبريل، أى قواه العلمية و العملية كلها شديدة، و لا شك أن مدح المعلم مدح للمتعلم. فلو قال: علمه جبريل و لم يصفه لم يحصل للنبى- صلى اللّه عليه و سلم- به فضيلة ظاهرة. و هذا نظير قوله تعالى: ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ[1] كما سيأتى البحث فيه- إن شاء اللّه تعالى-.
ثم أخبر سبحانه و تعالى عن تصديق فؤاده لما رأته عيناه. و أن القلب صدق العين، و ليس كمن رأى شيئا على خلاف ما هو به، فكذب فؤاده بصره، بل ما رآه ببصره صدقه الفؤاد، و علم أنه كذلك. و فى حديث قصة الإسراء مزيد لما ذكرته هنا، و اللّه الموفق و المعين.
و قال تعالى: فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوارِ الْكُنَّسِ إلى قوله:
وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شَيْطانٍ رَجِيمٍ[2]. أى: لا أقسم إذا الأمر أوضح من أن يحتاج إلى قسم. أو: أقسم، و «لا» مزيدة للتأكيد، و هذا قول أكثر المفسرين بدليل قوله تعالى: وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ[3]. قال الزمخشري:
و الوجه أن يقال هى للنفى، أى أنه لا يقسم بالشىء إلا إعظاما له، فكأنه بإدخال حرف النفى يقول: إن إعظامى بإقسامى كلا إعظام، يعنى أنه يستأهل فوق ذلك.
أقسم سبحانه و تعالى بالنجوم فى أحوالها الثلاثة: فى طلوعها و جريانها و غروبها، و بانصرام الليل و إقبال النهار عقيبه من غيره فصل، فذكر سبحانه و تعالى حالة ضعف هذا و إدباره، و حالة قوة هذا و تنفسه و إقباله، يطرد ظلمة الليل بتنفسه، فكلما تنفس هرب الليل و أدبر بين يديه، و ذلك من آياته و دلائل ربوبيته أن القرآن قول رسول كريم، و هو هنا جبريل، لأنه ذكر صفته قطعا بعد ذلك بما يعينه به.
و أما رَسُولٍ كَرِيمٍ فى «الحاقة» 40 فهو محمد- صلى اللّه عليه و سلم-. فأضافه