responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 560

الليل، للمقسم عليه و هو نور الوحى الذي وافاه بعد احتباسه عنه، حتى قال أعداؤه: ودع محمدا ربّه، فأقسم بضوء النهار بعد ظلمة الليل على ضوء الوحى و نوره بعد ظلمة احتباسه و احتجابه.

و أيضا فإن الذي اقتضت رحمته أن لا يترك عباده فى ظلمة الليل سرمدا بل هداهم بضوء النهار إلى مصالحهم و معايشهم لا يتركهم فى ظلمة الجهل و الغى بل يهداهم بنور الوحى و النبوة إلى مصالح دنياهم و آخرتهم، فتأمل حسن ارتباط المقسم به بالمقسم عليه. و تأمل هذه الجزالة و الرونق الذي على هذه الألفاظ، و الجلالة التي على معانيها.

و نفى سبحانه أن يكون ودع نبيه أو قلاه، و التوديع: الترك، و القلى:

البغض، أى: ما تركك منذ اعتنى بك، و لا أبغضك منذ أحبك، و حذف «الكاف» من «قلا» اكتفاء بكاف ودعك، و لأن رءوس الآيات بالياء فأوجب اتفاق الفواصل حذفها.

و هذا يعم كل أحواله، و إن كل حالة يرقيه إليها هى خير له مما قبلها، كما أن الدار الآخرة خير له مما قبلها، ثم وعده بما تقربه عينه و تفرح به نفسه، و ينشرح له صدره، و هو أن يعطيه فيرضى. و هذا يعم ما يعطيه من القرآن و الهدى و النصر و الظفر بأعدائه يوم بدر و فتح مكة، و دخول الناس فى الدين أفواجا، و الغلبة على بنى قريظة و النضير، و بث عساكره و سراياه فى بلاد العرب، و ما فتح على خلفائه الراشدين فى أقطار الأرض من المدائن، و قذف فى قلوب أعدائه من الرعب، و نشر الدعوة، و رفع ذكره و إعلاء كلمته، و ما يعطيه بعد مماته، و ما يعطيه فى موقف القيامة من الشفاعة و المقام المحمود، و ما يعطيه فى الجنة من الوسيلة و الدرجة الرفيعة و الكوثر. و قال ابن عباس:

يعطيه ألف قصر من لؤلؤ أبيض، ترابها المسك و فيها ما يليق بها.

و بالجملة: فقد دلت هذه الآية على أنه تعالى يعطيه- صلى اللّه عليه و سلم- كل ما يرضيه. و أما ما يغتر به الجهال من أنه لا يرضى واحد من أمته فى النار، أو لا يرضى أن يدخل أحد من أمته النار، فهو من غرور الشيطان لهم و لعبه بهم، فإنه- صلوات اللّه و سلامه عليه- يرضى بما يرضى به ربه تبارك‌

نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 560
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست