responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 292

قال العلماء: و إنما أدخلهم عشرة عشرة- و اللّه أعلم- لأنها كانت قصعة واحدة، لا يمكن الجماعة الكثيرة أن يقدروا على التناول منها مع قلة الطعام، فجعلهم عشرة عشرة لينالوا من الأكل و لا يزدحموا.

و أما قوله- صلى اللّه عليه و سلم-: «أرسلك أبو طلحة؟» قلت: نعم، قال: «لطعام؟» قلت: نعم، فقال لمن معه: «قوموا» فظاهره: أن النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- فهم أن أبا طلحة استدعاه إلى منزله، فلذلك قال لمن عنده قوموا، و أول الكلام يقتضى أن أم سليم و أبا طلحة أرسلا الخبز مع أنس؟!.

فيجمع: بأنهما أرادا الخبز مع أنس‌ [1] أن يأخذه النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- فيأكله، فلما وصل أنس و رأى كثرة الناس حول النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- استحيا، و ظهر له أن يدعو النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- ليقوم معه وحده إلى المنزل فيحصل مقصودهم من إطعامه.

و يحتمل أن يكون ذلك عن رأى من أرسله، عهد إليه أنه إذا رأى كثرة الناس أن يستدعى النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- وحده، خشية أن لا يكفى ذلك النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- هو و من معه، و قد عرفوا إيثاره- صلى اللّه عليه و سلم-، و أنه لا يأكل وحده.

و وقع فى رواية يعقوب بن عبد اللّه بن أبى طلحة عن أنس- عند أبى نعيم و أصله عند مسلم- فقال لى أبو طلحة: يا أنس اذهب فقم قريبا من رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم-، فإذا قام فدعه حتى يتفرق عنه أصحابه، ثم اتبعه حتى إذا قام على عتبة بابه فقل له: إن أبى يدعوك، و فيه: فقال أبو طلحة: يا رسول اللّه إنما أرسلت أنسا يدعوك وحدك، و لم يكن عندنا ما يشبع من أرى، فقال: «ادخل فإن اللّه سيبارك فيما عندك».

و فى رواية مبارك بن فضالة: فقال: هل من سمن؟ فقال أبو طلحة: قد كان فى العكة شي‌ء فجاء بها، فجعلا يعصرانها حتى خرج، ثم مسح رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- القرص فانتفخ، و قال: «بسم اللّه» فلم يزل يصنع ذلك و القرص‌


[1] زيادة من فتح البارى (6/ 730).

نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 2  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست