نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 2 صفحه : 221
و النسائى فى سننه: «حبب إلى من دنياكم النساء و الطيب، و جعلت قرة عينى فى الصلاة» [1] أى لمناجاته فيها ربه، زاد الإمام أحمد فى الزهد: و أصبر عن الطعام و الشراب و لا أصبر عنهن.
فمحبة النساء و النكاح من كمال الإنسان، هذا خليل اللّه إبراهيم، إمام الحنفاء، كان عنده سارة أجمل نساء العالمين، أحب هاجر و تسرى بها. و ذكر سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن أبيه قال: كان الخليل إبراهيم- عليه الصلاة و السلام- يزور هاجر فى كل يوم من الشام على البراق شغفا بها و قلة صبر عنها. و هذا داود- عليه الصلاة و السلام- كان عنده تسع و تسعون امرأة فأحب تلك المرأة و تزوج بها فكمل المائة و هذا سليمان ابنه كان يطوف فى الليلة على تسعين امرأة.
تنبيه: قد وقع فى الإحياء للغزالى، و تفسير آل عمران من الكشاف، و كثير من كتب الفقهاء: «حبب إلى من دنياكم ثلاث» [2]. و قالوا: إنه- عليه الصلاة و السلام- قال «ثلاث» و لم يذكر إلا اثنتين: الطيب و النساء. قالوا:
و منه قول الشاعر:
إن الأحامرة الثلاثة أهلكت * * * مالى و كنت بهن قدما مولعا
الخمر و الماء القراح و أطلى * * * بالزعفران فلا أزال مولعا
و ذكرها ابن فورك فى جزء مفرد و وجهها و أطنب فى ذلك، و هذا عندهم يسمى «طيا» و هو أن يذكر جمع ثم يؤتى ببعضه و يسكت عن ذكر باقيه لغرض للمتكلم، و أنشد الزمخشري عليه:
كانت حنيفة أثلاثا فثلثهم * * * من العبيد و ثلث من مواليها
و فائدة الطى عندهم تكثير ذلك الشيء: لكن قال ابن القيم و غيره: من
[1] صحيح: أخرجه النسائى (7/ 61) فى عشرة النساء، باب: حب النساء، و أحمد فى «مسنده» (3/ 128 و 199 و 285) من حديث أنس- رضى اللّه عنه-، و الحديث صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح الجامع» (3124).