نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 2 صفحه : 219
الخطاب»، فقال: يا نبى اللّه، و ما لى لا أبكى و هذا الحصير قد أثر فى جنبك، و هذه خزائنك لا أرى فيها إلا ما أرى، و ذاك كسرى و قيصر فى الثمار و الأنهار، و أنت نبى اللّه و صفوته، و هذه خزائنك. قال: «يا ابن الخطاب، أ ما ترضى أن تكون لنا الآخرة و لهم الدنيا» [1]. رواه ابن ماجه بإسناد صحيح. و الحاكم و قال: صحيح على شرط مسلم و لفظه.
قال عمر- رضى اللّه عنه-: استأذنت على رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- فدخلت عليه فى مشربة، و إنه لمضطجع على خصفة و إن بعضه لعلى التراب، و تحت رأسه وسادة محشوة ليفا، و إن فوق رأسه لإهاب عطين، و فى ناحية المشربة قرظ، فسلمت عليه و جلست فقلت: أنت نبى اللّه و صفوته، و كسرى و قيصر على سرر الذهب و فرش الديباج و الحرير، فقال: «أولئك عجلت لهم طيباتهم و هى و شيكة الانقطاع و إنا قوم أخرت لنا طيباتنا فى آخرتنا» [2].
و عن عائشة، كان لرسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- سرير مرمّل بالبردى، عليه كساء أسود، و قد حشوناه بالبردى، فدخل أبو بكر و عمر عليه فإذا النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- نائم عليه، فلما رآهما استوى جالسا، فنظرا فإذا أثر السرير فى جنب رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- فقالا: يا رسول اللّه ما يؤذيك خشونة ما نرى من فراشك و سريرك، و هذا كسرى و قيصر على فرش الحرير و الديباج فقال- صلى اللّه عليه و سلم-: «لا تقولا هذا، فإن فراشى كسرى و قيصر فى النار، و إن فراشى و سريرى هذا عاقبته إلى الجنة» [3]. رواه ابن حبان فى صحيحه. و يروى أنه- صلى اللّه عليه و سلم- ما عاب مضجعا قط، إن فرش له اضطجع، و إلا اضطجع على الأرض. و تغطى- صلى اللّه عليه و سلم- باللحاف، قال- صلى اللّه عليه و سلم-: «ما أتانى جبريل و أنا فى لحاف امرأة منكن غير عائشة» [4].
[1] حسن: أخرجه ابن ماجه (4153) فى الزهد، باب: ضجاع آل محمد- صلى اللّه عليه و سلم-، و الحديث حسنه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن ابن ماجه».
[2] أخرجه الحاكم فى «المستدرك» (4/ 117)، و قال: حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه.