نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 1 صفحه : 597
إسلام لمن لا هجرة له بعناها و هاجرنا، فقال- صلى اللّه عليه و سلم-: «اتقوا اللّه حيث كنتم فلن يلتكم عن أعمالكم شيئا» [1].
و قدم عليه وفد غامد [2] سنة عشر، و كانوا عشرة، فأقروا بالإسلام و كتب لهم كتابا فيه شرائع الإسلام، و أمر أبى بن كعب فعلمهم قرآنا، و أجازهم- صلى اللّه عليه و سلم- و انصرفوا.
و قدم عليه وفد الأزد [3]، ذكر أبو نعيم فى كتاب معرفة الصحابة، و أبو موسى المدينى، من حديث أحمد بن أبى الحوارى، قال: سمعت أبا سليمان الدارانى.
قال: حدثني علقمة بن يزيد بن سويد الأزدى قال: حدثني أبى عن جدى قال:
وفدت سابع سبعة من قومى على رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- فلما دخلنا عليه و كلمناه أعجبه ما رأى من سمتنا فقال: «ما أنتم» قلنا مؤمنون فتبسم- صلى اللّه عليه و سلم- و قال: «إن لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم و إيمانكم؟» قلنا: خمس عشرة خصلة، خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها، و خمس أمرتنا أن نعمل بها، و خمس تخلقنا بها فى الجاهلية فنحن عليها إلا أن تكره منها شيئا، فقال صلى اللّه عليه و سلم-: «ما الخمس التي أمرتكم بها رسلى؟».
قلنا: أمرتنا أن نؤمن باللّه و ملائكته و كتبه و رسله و البعث بعد الموت.
قال: «و ما الخمس التي أمرتكم أن تعملوا بها؟».
قلنا: أمرتنا أن نقول لا إله إلا اللّه و نقيم الصلاة و نؤتى الزكاة، و نصوم رمضان و نحج البيت إن استطعنا إليه سبيلا. قال: «و ما الخمس التي تخلقتم بها فى الجاهلية؟».
قلنا: الشكر عند الرخاء، و الصبر عند البلاء، و الرضا بمر القضاء، و الصدق فى مواطن اللقاء، و ترك الشماتة بالأعداء.
[1] أخرجه ابن سعد فى «طبقاته» (1/ 295) من حديث أبى هريرة- رضى اللّه عنه-.
[2] انظر «الطبقات الكبرى» لابن سعد (1/ 345)، و «زاد المعاد» لابن القيم (3/ 671)، و «شرح المواهب» للزرقانى (4/ 63).