responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 507

قال الحافظ ابن حجر (رحمه اللّه): و العذر له في ذلك أنه رضي اللّه عنه تأوّل أن للأنصار في الخلافة استحقاقا فبنى على ذلك، و هو معذور، و إن لم يكن ما اعتقده من ذلك حقا هذا كلامه.

و لا ينافيه ما جاء عن عمر رضي اللّه عنه: و ثبنا على سعد بن عبادة. فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة: أي فعلتم معه من الإعراض و الإذلال ما يقتله، فقلت:

قتل اللّه سعد بن عبادة، فإنه صاحب فتنة، نعم ينافيه ما حكاه ابن عبد البر أن سعد بن عبادة رضي اللّه عنه أبى أن يبايع أبا بكر حتى لقي اللّه.

قال بعضهم: و يضعفه ما جاء في بعض الروايات أن أبا بكر رضي اللّه عنه لما قال لسعد: لقد علمت يا سعد أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال و أنت قاعد: «قريش ولاة هذا الأمر»، قال له سعد: صدقت، نحن الوزراء و أنتم الأمراء، و به يظهر التوقف فيما تقدم عن ابن حجر (رحمه اللّه) هذا.

و في كلام سبط ابن الجوزي (رحمه اللّه): فأنكروا على سعد أمره، و كادوا يطؤون سعدا فقال ناس من أصحابه: اتقوا سعدا لا تطئوه، فقال عمر رضي اللّه عنه: اقتلوا سعدا قتله اللّه، ثم قام عمر رضي اللّه عنه على رأس سعد و قال: قد هممت أن أطأك حتى تنذر عيونك، فأخذ قيس بن سعد رضي اللّه عنهما بلحية عمر رضي اللّه عنه و قال: و اللّه لو خفضت منه شعرة ما رجعت و فيك جارحة، فقال أبو بكر: مهلا يا عمر، الرفق الرفق، ما هنا أبلغ، فقال عاد أبو بكر و عمر رضي اللّه عنهما إلى محلهما أرسلا له بايع فقد بايع الناس، فقال: لا و اللّه حتى أرميكم بما في كنانتي من نبل، و أخضب من دمائكم سنان رمحي، و أضربكم بسيفي ما ملكته يداي.

و اللّه لو اجتمع لكم الجن و الإنس لما بايعتكم. فلما عاد الرسول و أخبرهم بما قال، قال له عمر: لا ندعه حتى يبايع، فقال له قيس بن سعد: دعه فقد لح فاتركوه، فتركوه، و كان سعد رضي اللّه عنه لا يحضر معهم، و لا يصلي في المسجد، و لا يسلم على من لقي منهم، فلم يزل مجانبا لهم حتى إذا كان بعرفة يقف ناحية عنهم، فلما ولي عمر رضي اللّه عنه الخلافة لقيه في بعض طرق المدينة، فقال له: إيه يا سعد فقال له: إيه يا عمر، فقال له عمر: أنت صاحب المقالة، قال نعم أنا ذاك، و قد أفضى اللّه إليك هذا الأمر، كان و اللّه صاحبك خيرا لنا، و أحب إلينا من جوارك، و قد أصبحت كارها لجوارك، فقال له عمر رضي اللّه عنه: إنه من كره جوار جاره تحول عنه، فقال له سعد: إني متحول إلى جوار من هو خير من جوارك، فخرج رضي اللّه عنه إلى الشام و استمر بها إلى أن مات في السنة الخامسة عشر من الهجرة.

و ذكر الطبري رحمه أن سعدا رضي اللّه عنه بايع مكرها، و هو و هم، هذا كلام سبط ابن الجوزي (رحمه اللّه).

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 507
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست