responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 506

و عن قول أبي بكر رضي اللّه عنه ما ذكر قال قائل من الأنصار، أي و هو الحباب بحاء مهملة مضمومة فموحدة رضي اللّه عنه، ابن المنذر: أنا جذيلها المحك، و عذيقها المرجب بالجيم و الجذيل تصغير الجذل: و هو عود ينصب للإبل الجرباء فتحتك به ليزول جربها. و المحكك: الذي كثر به الاحتكاك حتى صار أملس و العذيق تصغير العذق بفتح العين و هو النخلة، و المرجب المسند بالرجبة و هي خشبة ذات شعبتين يسند بها النخلة إذا كثر حملها، أي أنا ذو الرأي و التدبير الذي يستشفى به في الحوادث لا سيما هذه الحادثة، منا أمير و منكم يا معشر قريش، و تتابعت خطباؤهم على ذلك. و قالوا إن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) كان إذا استعمل الرجل منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان منا و منكم، فقام زيد بن ثابت رضي اللّه عنه، و قال للأنصار: أ تعلمون أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) كان من المهاجرين و كنا نحن أنصاره فنحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره ثم أخذ بيد أبي بكر رضي اللّه عنه و قال هذا صاحبكم. فقال الحباب بن المنذر رضي اللّه عنه يا معشر الأنصار لا تسمعوا مقالة هذا فتذهب قريش بنصيبكم من هذا الأمر، فإن أبوا عليكم فأجلوهم من بلادكم، فأنتم أحق به منهم، أما و اللّه و إن شئتم لنقيمها جذعة، فقال له عمر رضي اللّه عنه إذن يقتلك اللّه فقال بل أراك تقتل، فقام بشير بن سعد أبو النعمان بن بشير رضي اللّه تعالى عنهما فقال: يا معشر الأنصار إنا كنا أول من سبق إلى هذا الدين و جهاد المشركين، ما قصدنا إلا رضا اللّه و رسوله فلا ينبغي لنا أن نستطيل على الناس، و لا نطلب عرض الدنيا، و إن قريشا أولى بهذا الأمر فلا ننازعهم، فقال له الحباب، ألفيت على ابن عمك يعني سعد بن عبادة، فقال: لا و اللّه و لكني كرهت أن أنازع قوما حقا جعله اللّه لهم و في رواية قال عمر رضي اللّه عنه يا معشر الأنصار، أ لستم تعلمون أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قد أمر أبا بكر يؤم الناس و أيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر و في لفظ أن يقيمه عن مقامه الذي أقامه فيه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فقالت الأنصار: نعوذ باللّه أن نتقدم أبا بكر رضي اللّه عنه. و في لفظ قالوا: نستغفر اللّه، لا تطيب أنفسنا، و لعل المراد قال معظمهم.

فلا يخالف ذلك ما جاء عن عمر رضي اللّه تعالى عنه و لما كثر اللغط، و علمت الأصوات حتى خشيت الاختلاف. و قلت: سفيان في غمد واحد لا يكونان و في رواية: هيهات لا يجتمع فحلان في مغرس. فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، و كذا قال له من الأنصار يد بن ثابت و أسيد بن حضير و بشير بن سعد رضي اللّه عنهم، فبسط يده: فبايعته و بايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار. أي حتى سعد بن عبادة رضي اللّه عنه، خلافا لمن قال إن سعد بن عبادة أبي أن يبايع أبا بكر حتى لقي اللّه. أي فإنه رضي اللّه تعالى عنه توجه إلى الشام و مات بها.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 506
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست