responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 415

أي و من إجابة دعائه (صلى اللّه عليه و سلم) ما روي عن النابغة الجعدي رضي اللّه تعالى عنه قال:

أنشدت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أبياتا منها:

فلا خير في حلم إذا لم يكن له‌* * * بوادر تحمي صفوه أن يكدرا

و لا خير في جهل إذا لم يكن له‌* * * حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا

فقال النبي (صلى اللّه عليه و سلم): «أجدت، لا أفضض اللّه فاك من هذه إشارة إلى أسنانه» قال النابغة رضي اللّه تعالى عنه: فلقد أتت علي نيف و مائة سنة و ما ذهب لي سن. قيل عاش مائة و اثنتي عشرة سنة، و قيل مائة و ثمانين سنة، أي كما تقدم. و في لفظ: كان من أحسن الناس ثغرا، و كان إذا سقطت له سن نبت له أخرى. أي و على هذا الأخير فالمراد لا أخلى اللّه فاك من الأسنان.

و من ذلك: أن امرأة جاءت بابن لها صغير، فقالت: «يا رسول اللّه إن بابني هذا جنونا، و إنه يأخذه عند غذائنا و عشائنا فيفسد علينا، فمسح رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) رأسه و دعا له، فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فشفي».

و منها: إبراء وجع الضرس. فقد جاء: «أن بعض الصحابة شكا إليه (صلى اللّه عليه و سلم) وجع ضرسه، فقال له (صلى اللّه عليه و سلم): ادن مني، فو الذي بعثني بالحق لأدعون لك بدعوة لا يدعو بها مؤمن مكروب إلا كشف اللّه عنه كربه، فوضع رسول اللّه يده على الخد الذي فيه الوجع و قال: اللهم أذهب عنه سوء ما يجد و فحشه بدعوة نبيك المبارك المكين عندك سبع مرات، فشفاه اللّه تعالى قبل أن يبرح» هذا ما يتعلق ببعض معجزاته (صلى اللّه عليه و سلم) التي يمكن التحدي بها، و الحمد للّه وحده.

باب نبذة من خصائصه (صلى اللّه عليه و سلم)

أي ما اختص به (صلى اللّه عليه و سلم) عن سائر الناس من الأنبياء و غيرهم، و ما اختص به عن غير الأنبياء، و فيما اختصت به أمته (صلى اللّه عليه و سلم) عن سائر الناس من الأنبياء و غيرهم، و فيما اشتركت فيه مع الأنبياء دون أممهم.

لا يخفى أن ذكر خصائصه (صلى اللّه عليه و سلم) مندوب. قال في الروضة: و لا يبعد القول بوجوب ذلك ليعرف، فلا يتأسى به جاهل في ذلك. ثم لا يخفى أن الذي من خصائصه (صلى اللّه عليه و سلم) عن سائر الناس إما أن يكون اختص بوجوبه عليه لأن اللّه علم أنه (صلى اللّه عليه و سلم) أقوم به و أصبر عليه من غيره، و لأن ثواب الفرض أفضل من ثواب النفل غالبا.

و قد جاء: «ما تقرّب إليّ عبدي بشي‌ء أحب إليّ مما افترضته عليه» أو اختص بتحريمه عليه، لأن اللّه علم أنه (صلى اللّه عليه و سلم) أصبر على تركه و لمزيد فضل تركه، أو اختص بإباحته له تسهيلا عليه، أو اختص باتصافه به و لمزيد فضله و شرفه.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست