و منها: إبراء الأبرص، فقد روي: «أن امرأة معاوية ابن عفراء كان بها برص فشكت ذلك إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فمسح عليه بعصا، فأذهبه اللّه».
و منها: إبراء الرئة و اللقوة و القرحة و اللسعة و الحرارة و الدبيلة و الاستسقاء، فإن ابن ملاعب الأسنة أصابه استسقاء، فبعث إلى النبي (صلى اللّه عليه و سلم)، فأخذ (صلى اللّه عليه و سلم) بيده الشريفة حثوة من الأرض فتفل عليها ثم أعطاها رسوله، فأخذها متعجبا يرى أنه قد هزىء به، فأتاه بها و هو على شفا، فشربها فشفاه اللّه و قد أشار إلى ذلك صاحب الهمزية بقوله:
و بكف من تربة الأرض داوي* * * من تشكي من مؤلم استسقاء
و منها: أن أخت إسحاق الغنوي هاجرت من مكة تريد المدينة هي و أخوها إسحاق المذكور، حتى إذا كانت في بعض الطريق قال لها أخوها: اجلسي حتى أرجع إلى مكة، فأخذ نفقة أنسيتها، قالت له: إني أخشى عليك الفاسق أن يقتلك:
تعني زوجها فذهب أخوها إلى مكة و تركها، فمر عليها راكب جاء من مكة، فقال لها: ما يقعدك هاهنا؟ قالت: أنتظر أخي، قال لا أخ لك، قد قتله زوجك بعد ما خرج من مكة، قالت: فقمت و أنا أسترجع و أبكي حتى دخلت المدينة فدخلت على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و هو يتوضأ في بيت حفصة، فأخبرته الخبر، فأخذ ملء كفه ماء فضربني به، فمن يومئذ لم ينزل من عيني دمعة، و كانت تصيا بني المصائب العظام، غايته أن ينفر الدمع على مقلتي و لا يسيل على و جنتي.
و منها: إبراء الجراحة كما تقدم.
و منها: إبراء الكسر «فقد مسح (صلى اللّه عليه و سلم) على رجل ابن عتيك رضي اللّه تعالى عنه و قد انكسرت فكأنها لم تكسر قط» كما تقدم.
و منها: إبراء الجنون. أي و منها أن امرأة جاءته (صلى اللّه عليه و سلم) بابن لها لا يتكلم و قد بلغ أوان الكلام، فأتي بماء فمضمض و غسل يديه ثم أعطاها (صلى اللّه عليه و سلم) إياه و أمرها أن تسقيه و تمسه به، ففعلت ذلك، فبرئ و عقل عقلا يفضل عقول الناس.
و منها: «أن بعض الصحابة ثبتت في كفه سلعة تمنعه القبض على السيف و عنان الدابة فشكا ذلك له (صلى اللّه عليه و سلم)، فما زال (صلى اللّه عليه و سلم) يطحنها بكفه الشريفة حتى زالت و لم يبق لها أثر.
و منها: «أنه (صلى اللّه عليه و سلم) أعطى جذلا من الحطب فصار سيفا» وقع ذلك لعكاشة بن محصن رضي اللّه تعالى عنه يوم بدر كما تقدم. و وقع ذلك لعبد الرحمن بن جحش أيضا يوم أحد كما تقدم.
أي و منها: انقلاب الماء لبنا و زبدا. و منها: «أنه عرضت كدية بالخندق و لم يقدر أحد على إزالة شيء منها فضربها فصارت كثيبا» كما تقدم.