responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 354

يقول ليت ما أمر به نهى عنه أو ما نهى عنه أمر به. فقال المنذر: قد نظرت في هذا الذي في يديّ فوجدته للدنيا دون الآخرة، و نظرت في دينكم فرأيته للآخرة و الدنيا فما يمنعني من قبول دين فيه أمنية الحياة و راحة الموت؟ و لقد عجبت أمس ممن يقبله، و عجبت اليوم ممن يرده. و إن من إعظام من جاء به أن يعظم رسوله، و سأنظر و اللّه أعلم.

و من جملة كتاب المنذر، أي الذي هذا الكتاب جوابه «أما بعد يا رسول اللّه، فإني قرأت كتابك على أهل البحرين، فمنهم من أحبّ الإسلام و أعجبه و دخل فيه، و منهم من كرهه، و بأرضي مجوس و يهود فأحدث لي في ذلك أمرك».

و ذكر ابن قانع أن المنذر المذكور وفد على النبي (صلى اللّه عليه و سلم) فهو من الصحابة. قال أبو الربيع: و لا يصح ذلك.

ذكر كتابه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى جيفر و عبد ابني الجلندي ملكي عمان‌

أي بضم العين المهملة و تخفيف الميم: بلدة من بلاد اليمن على يد عمرو بن العاص رضي اللّه عنه.

بعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عمرو بن العاص رضي اللّه عنه إلى جيفر و عبد ابني الجلندي، و بعث معه كتابا فيه: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد اللّه إلى جيفر و عبد ابني الجلندي، سلام على من اتبع الهدى» أما بعد: فإني أدعوكما بدعاية الإسلام أسلما تسلما، فإني رسول اللّه إلى الناس كافة، لأنذر من كان حيا و يحقّ القول على الكافرين، و إنكما إن أقررتما بالإسلام وليتكما، و إن أبيتما أن تقرّا بالإسلام فإن ملككما زائل عنكما، و خيلي تحل: أي تنزل بساحتكما، و تظهر نبوتي على ملككما» و ختم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الكتاب.

قال عمرو: ثم خرجت حتى انتهيت إلى عمان، فعمدت إلى عبد، و كان أحلم الرجلين و أسهلهما خلقا، فقلت: إني رسول رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إليك و إلى أخيك، فقال:

أخي المقدم عليّ بالسن و الملك، و أنا أوصلك به حتى يقرأ كتابك، ثم قال: و ما تدعو إليه؟ قلت: أدعوك إلى اللّه وحده. و تخلع ما عبد من دونه، و تشهد أن محمدا عبده و رسوله. قال: يا عمرو إنك ابن سيد قومك فكيف صنع أبوك؟ يعني العاص بن وائل، فإن لنا فيه قدوة؟ قلت: مات و لم يؤمن بمحمد (صلى اللّه عليه و سلم)، و وددت له لو كان آمن و صدق به، و قد كنت قبل على مثل رأيه حتى هداني اللّه للإسلام قال: متى اتبعته؟ قلت: قريبا، فسألني أين كان إسلامي؟ فقلت: عند النجاشي، و أخبرته أن النجاشي قد أسلم قال: فكيف صنع قومه بملكه؟ قلت: أقروه و اتبعوه قال:

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست