responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 34

لرأسه خراش بن أمية الخزاعي الذي بعثه إلى قريش فعقروا جمله و أرادوا قتله كما تقدم.

فلما رأى الناس رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قد نحر و حلق تواثبوا ينحرون و يحلقون، و قصر بعضهم كعثمان و أبي قتادة.

و في كلام بعضهم أي و هو السهيلي أنه لم يقصر غيرهما، و دعا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) للمحلقين ثلاثا و للمقصرين مرة واحدة فقال «اللهم ارحم المحلقين» و في لفظ «يرحم اللّه المحلقين» و في لفظ «اللهم اغفر للمحلقين، قالوا: و المقصرين؟ فقال: يرحم اللّه المحلقين أو قال: اللهم ارحم المحلقين أو اللهم اغفر للمحلقين قالوا: و المقصرين فقال: يرحم اللّه المحلقين و المقصرين» و في رواية قال «و المقصرين في الرابعة، و قد قالوا له يا رسول اللّه لم ظاهرت؟ أي أظهرت الترحم للمحلقين دون المقصرين؟ قال لأنهم لم يشكوا: أي لم يرجوا أن يطوفوا بالبيت، بخلاف المقصرين» أي لأن الظاهر من حالهم أنهم أخروا بقية شعورهم رجاء أن يحلقوها بعد طوافهم بالبيت.

و أرسل اللّه سبحانه و تعالى ريحا عاصفة احتملت شعورهم فألقتها في الحرم، و فيه أنه تقدم أن الحديبية أكثرها في الحرم، فاستبشروا بقبول عمرتهم.

و في رواية «أنه (صلى اللّه عليه و سلم) بعد فراغه من الكتاب أمرهم بالنحر و الحلق قال ذلك ثلاث مرات، فلم يقم منهم أحد، فدخل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) على أم سلمة رضي اللّه عنها، أي و هو شديد الغضب فاضطجع. فقالت ما لك يا رسول اللّه مرارا و هو لا يجيبها، ثم ذكر لها ما لقي من الناس و قال لها: هلك المسلمون؛ أمرتهم أن ينحروا و يحلقوا فلم يفعلوا، و في لفظ قال: عجبا يا أم سلمة، أ لا ترين إلى الناس؟ آمرهم بالأمر فلا يفعلونه، قلت لهم: انحروا و احلقوا و حلوا مرارا فلم يجبني أحد من الناس إلى ذلك و هم يسمعون كلامي و ينظرون وجهي، فقالت: يا رسول اللّه لا تلمهم، فإنهم قد دخلهم أمر عظيم مما أدخلت على نفسك من المشقة في أمر الصلح و رجوعهم بغير فتح، ثم أشارت عليه (صلى اللّه عليه و سلم) أن يخرج و لا يكلم أحدا منهم و ينحر بدنه و يحلق رأسه، ففعل كذلك: أي أخذ الحربة و قصد هديه و أهوى بالحربة إلى البدن رافعا صوته:

بسم اللّه و اللّه أكبر، ثم دخل (صلى اللّه عليه و سلم) قبة له من أدم أحمر و دعا بخراش فحلق رأسه و رمى شعره على شجرة فأخذه الناس و تحاصوه، و أخذت أم عمارة رضي اللّه عنها طاقات منه، فكانت تغسلها للمريض و تسقيه فيبرأ. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا و حلقوا ثم انصرف (صلى اللّه عليه و سلم) قافلا إلى المدينة أي بعد أن أقام بالحديبية تسعة عشر يوما؛ و قيل عشرين يوما.

فلما كان (صلى اللّه عليه و سلم) بين مكة و المدينة أي بكراع الغميم أنزلت عليه سورة الفتح أي و قال لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: أنزلت علي سورة هي أحب إلي مما طلعت‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست