responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 35

عليه الشمس، و حصل للناس مجاعة، فقالوا: يا رسول اللّه جهدنا: أي أصابنا الجهد و هو المشقة من الجوع و في الناس ظهر: أي إبل فانحره لنأكل من لحمه، و لندهن من شحمه، و لنحتذ من جلوده، فقال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: لا تفعل يا رسول اللّه، فإن الناس إن يكن فيهم بقية ظهر أمثل، كيف بنا إذا لاقينا العدو غدا جياعا رجالا، أي ثم قال: و لكن إن رأيت أن تدعو الناس إلى أن يجمعوا بقايا أزوادهم ثم تدعو فيها بالبركة، فإن اللّه سيبلغها بدعوتك، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم):

ابسطوا أنطاعكم و عباءكم ففعلوا، ثم قال: من كان عنده بقية من زاد أو طعام فلينثره، و دعا لهم، ثم قال: قربوا أوعيتكم، فأخذوا ما شاء اللّه، أي وحشوا أوعيتهم و أكلوا حتى شبعوا و بقي مثله حتى شبعوا و بقي مثله.

و في مسلم «خرجنا مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في غزوة فأخذنا جهد حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا، فأمرنا النبي (صلى اللّه عليه و سلم) فجمعنا من أزوادنا فبسطنا له نطعا، فاجتمع زاد القوم على النطع، فكان كربضة العنز» أي كقدر العنز و هي رابضة أي باركة «و كنا أربع عشرة مائة» و قال الراوي «فأكلنا حتى شبعنا ثم حشونا جربنا، فضحك رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حتى بدت نواجذه، و قال: أشهد أن لا إله إلا اللّه و أني رسول اللّه، و اللّه لا يلقى اللّه عبد مؤمن بهما إلا حجب من النار، و قال (صلى اللّه عليه و سلم) لرجل من أصحابه:

هل من وضوء» بفتح الواو: و هو ما يتوضأ به «فجاء رجل باداوة» و هي الركوة «فيها نطفة من ماء» أي قليل من ماء، و قيل للماء نطفة لأنه ينطف أي يصب «فأفرغها في قدح، أي و وضع راحته الشريفة في ذلك الماء» قال الراوي «فتوضأنا كلنا، أي الأربع عشرة مائة ندغفقه دغفقة» أي نصبه صبا شديدا «ثم جاء بعد ذلك ثمانية فقالوا: هل من طهور، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): فرغ الوضوء» و إلى تكثير الطعام و الماء أشار صاحب الهمزية (رحمه اللّه تعالى) بقوله في وصف راحته الشريفة:

أحييت المرملين من موت جهد* * * أعوز القوم فيه زاد و ماء

أي حفظت على المحتاجين للزاد و الماء حياتهم، فسلموا من موت قحط شديد، أعوز القوم في ذلك القحط زاد و ماء. و قال الإمام السبكي في تائيته في تكثير الماء:

و عندي يمين لا يمين يئنّ في‌* * * يمينك و كفا حيثما السحب ضنت‌

و لما أنزلت عليه (صلى اللّه عليه و سلم) سورة الفتح، قال له جبريل (عليه السلام) يهنئك يا رسول اللّه، و هنأه المسلمون و تكلم بعض الصحابة و قال: ما هذا بفتح، لقد صدونا عن البيت و صدّ هدينا، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لما بلغه ذلك: بئس الكلام بل هو أعظم الفتح، لقد رضي المشركون أن يدفعوكم بالبراح عن بلادهم، و سألوكم القضية

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست