بالعين المهملة: أي سمي باسم سواع بن نوح (عليه السلام)، و كان على صورة امرأة و كان لقوم نوح، ثم صار لهذيل. كانوا يحجون إليه: أي قبل فتح مكة، و بعد ذلك أرسل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عمرو بن العاص في جماعة من أصحابه إلى سواع ليكسره و يهدم محله. قال عمرو رضي اللّه تعالى عنه: فانتهيت إلى ذلك الصنم و عنده سادنه: أي خادمه، فقال لي: ما تريد؟ فقلت: أمرني رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أن أهدمه، قال:
لا تقدر، قلت لم؟ قال: تمنع. قلت: حتى الآن أنت على الباطل، ويحك و هل يسمع أو يبصر؟ فدنوت منه فكسرته، و أمرت أصحابي فهدموا بيت خزانته، فلم نجد فيها شيئا، ثم قلت للسادن: كيف رأيت؟ قال: أسلمت للّه.
سرية سعد بن زيد الأشهلي رضي اللّه عنه إلى مناة
صنم كان للأوس و الخزرج.
أرسل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) سعد بن زيد الأشهلي في عشرين فارسا إلى مناة ليهدم محله، فلما وصلوا إلى ذلك الصنم قال السادن لسعد: ما تريد؟ قال: هدم مناة، قال: أنت و ذاك، فأقبل سعد إلى ذلك الصنم، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس، تدعو بالويل و تضرب صدرها، فقال لها السادن: مناة دونك بعض عصيانك، فضربها سعد رضي اللّه عنه فقتلها، و هدم محلها.
سرية خالد بن الوليد رضي اللّه تعالى عنه إلى بني جذيمة
بناحية يلملم يدعوهم إلى الإسلام، أي و لم يكن (صلى اللّه عليه و سلم) علم بإسلامهم و لم يأمره بمقاتلتهم. أي إذا لم يسلموا.
بعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) خالد بن الوليد رضي اللّه تعالى عنه في ثلاثمائة و خمسين رجلا من المهاجرين و الأنصار و من بني سليم، أي و هو عليه الصلاة و السلام مقيم بمكة إلى بني جذيمة، و كانوا في الجاهلية قد قتلوا الفاكه عم خالد، و قتلوا أخا للفاكه أيضا في الجاهلية، و كانوا من أشرّ حي في الجاهلية و كانوا يسمون لعقة الدم، و قتلوا والد عبد الرحمن بن عوف، فلما علموا به و علموا أن معه بني سليم و كانوا قتلوا منهم مالك بن الشريد و أخويه في موطن واحد خافوه، فلبسوا السلاح، فلما انتهى خالد رضي اللّه تعالى عنه إليهم تلقوه، فقال لهم خالد: أسلموا، فقالوا نحن قوم مسلمون. قال: فألقوا سلاحكم و انزلوا، قالوا: لا و اللّه ما بعد وضع السلاح إلا