responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 274

و تبكي، فقلت لها: أي شي‌ء تنظرين؟ قالت: و اللّه أنظر إلى رجل لئن كان حيا ليستنقذنا منكم، فوقع في نفسي أنه الذي قتلته، فقلت لها: و اللّه قد قتلته، و هذا و اللّه سيفه معلق بالقتب، فقالت: فألق إليّ غمده، فقلت: هذا غمد سيفه، فلما رأته بكت و لبثت انتهى، و لا يخفى أن السياق في كل يبعد كونهما واحدة.

سرية أبي قتادة رضي اللّه تعالى عنه إلى بطن أضم‌

اسم موضع أو جبل.

لما همّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بغزو أهل مكة بعث أبا قتادة رضي اللّه تعالى عنه في ثمانية نفر من جملتهم محكم بن جثامة الليثي إلى بطن أضم، ليظن ظان أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) توجه إلى تلك الناحية و تنشر بذلك الأخبار، فمرّ عليهم عامر بن الأضبط الأشجعي، فسلم عليهم بتحية الإسلام، فأمسك عنه القوم، و حمل عليه محكم فقتله، أي لشي‌ء كان بينه و بينه، و سلبه متاعه و بعيره، و عند وصولهم إلى المحل رجعوا، فبلغهم أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قد توجه إلى مكة، فمالوا إليه حتى لقوه، قال:

و قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لمحكم: أ قتلته بعد ما قال آمنت باللّه؟ و في رواية: بعد ما قال إني مسلم؟ أي أتى بما لم يأت به إلا مؤمن آمن باللّه و كان مسلما، قال: يا رسول اللّه إنما قالها: أي تحية الإسلام متعوذا، قال: أ فلا شققت عن قلبه؟ قال: لما يا رسول اللّه؟ قال: لتعلم أ صادق هو أم كاذب. أي و في رواية فقال: يا رسول اللّه لو شققت عن قلبه أ كنت أعلم ما في قبله؟ فقال له: فلا أنت قبلت ما تكلم به، و لا أنت تعلم ما في قلبه، فقال: استغفر لي يا رسول اللّه، فقال: لا غفر اللّه لك، فقام يتلقى دمعه ببرده اه، و أنزل اللّه تعالى فيه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى‌ إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ [النساء: الآية 94] إلى آخر الآية.

و ذكر ابن إسحاق في خبر محكم: أن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) صلى بحنين ثم عمد إلى ظل شجرة فجلس تحتها، فقام إليه الأقرع بن حابس و عيينة بن حصن يختصمان في عامر بن الأضبط، عيينة بن حصن يطلب دمه، أي و يقول: و اللّه يا رسول اللّه إني لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحر مثل ما أذاق نسائي، و الأقرع يدافع عن محكم، و ارتفعت الأصوات و كثرت الخصومة، و رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول لعيينة و من معه: بل تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا و خمسين إذا رجعنا، و هو يأبى عليه، فلم يزل به حتى اتفقا على الدية، ثم قالوا: إن محكما يستغفر له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقام محكم و هو رجل آدم طويل: أي عليه حلة قد كان تهيأ للقتل فيها حتى جلس بين يدي رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و عيناه تدمعان، فقال له: ما اسمك؟ قال: أنا محكم، قد فعلت الذي‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست