responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 268

الصديق رضي اللّه تعالى عنه، و اللّه أعلم.

بلغ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أن جمعا من قضاعة قد تجمعوا يريدون المدينة، فدعا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عمرو بن العاص رضي اللّه تعالى عنه، أي و ذلك بعد إسلامه بسنة، و عقد له لواء أبيض، و جعل معه راية سوداء، و بعثه في ثلاثمائة من سراة المهاجرين و الأنصار و معهم ثلاثون فرسا. و أمره (صلى اللّه عليه و سلم) أن يستعين بمن يمر عليهم، فسار الليل و كمن النهار حتى قرب من القوم، فبلغه أن لهم جمعا كثيرا، فبعث رافع بن كعب الجهني رضي اللّه تعالى عنه إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مائتين من سراة المهاجرين و الأنصار منهم أبو بكر و عمر رضي اللّه تعالى عنهما و عقد له لواء، و أمره أن يلحق بعمرو، و أن يكونا جميعا و لا يختلفا، فلحق بعمرو أبو عبيدة، و أراد أبو عبيدة أن يؤم الناس، فقال عمرو: إنما قدمت عليّ مددا و أنا الأمير، قال: و عند ذلك قال جمع من المهاجرين الذين مع أبي عبيدة لعمرو: أنت أمير أصحابك و هو أمير أصحابه، فقال عمرو: أنتم مدد لنا، فلما رأى أبو عبيدة الاختلاف، قال: لتعلم يا عمرو أن آخر شي‌ء عهد إليّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أن قال: إن قدمت على صاحبك فتطاوعا و لا تختلفا، و إنك و اللّه إن عصيتني لأطيعنك، قال:

فإني الأمير عليك، فقال: فدونك اه أي لأن أبا عبيدة رضي اللّه تعالى عنه كان حسن الخلق لين العريكة فكان عمرو يصلي بالناس.

أي و عن عمرو بن العاص رضي اللّه تعالى عنه، قال: بعث إليّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فأمرني أن آخذ ثيابي و سلاحي. فقال: يا عمرو إني أريد أن أبعثك على جيش فيغنمك اللّه و يسلمك؟ فقلت: إني لم أسلم رغبة في المال، قال: «نعم المال الصالح للرجل الصالح» و رأوا جمعا كثيرا، فحمل عليهم المسلمون فتفرقوا. قال:

و أراد المسلمون أن يتبعوهم، فمنعهم عمرو رضي اللّه تعالى عنه، و أرادوا أن يوقدوا نارا ليصطلوا عليها من البرد فمنعهم عمرو، أي و قال: كل من أوقد نارا لأقذفنه فيها، فشق عليهم ذلك لما فيه من شدة البرد، فكلمه بعض سراة المهاجرين في ذلك فغالظه عمرو في القول، و قال له: قد أمرت أن تسمع لي و تطيع؟ قال نعم، قال:

فافعل. و لما بلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي اللّه تعالى عنه غضب و هم أن يأتيه، فمنعه أبو بكر رضي اللّه تعالى عنه، و قال: إن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لم يستعمله إلا لعلمه بالحرب فسكت، و احتلم عمرو رضي اللّه تعالى عنه و كانت تلك الليلة شديدة البرد جدا، فقال لأصحابه ما ترون؟ قد و اللّه احتملت، فإن اغتسلت مت، فدعا بماء فغسل فرجه و توضأ و تيمم ثم قام و صلى بالناس اه ثم بعث عمرو عوف بن مالك مبشرا للنبي (صلى اللّه عليه و سلم) بقدومهم و سلامتهم. قال: قال عوف بن مالك رضي اللّه تعالى عنه:

جئته (صلى اللّه عليه و سلم) و هو يصلي في بيته، فقلت: السلام عليك يا رسول اللّه و رحمة اللّه‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست