responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 266

أي و في لفظ آخر: فقلنا القوم ينظرون إلينا، إذ جاء اللّه بالوادي من حيث شاء يملأ جنبيه ماء، و اللّه ما رأينا يومئذ سحابا و لا مطرا، فجاء بما لا يستطيع أحد أن يجوزه فوقفوا ينظرون إلينا، و قد وقع نظير ذلك: أي سيل الوادي لقطنة بن عامر حين توجه إلى بني خثعم بناحية تبال كما سيأتي.

سرية غالب بن عبد اللّه الليثي رضي اللّه تعالى عنه إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد رضي اللّه تعالى عنه أي في بني مرة بفدك‌

لما قدم غالب من الكديد مؤيدا منصورا بعثه (صلى اللّه عليه و سلم) في مائتي رجل إلى حيث أصيب أصحاب بشير بن سعد، و ذلك في بني مرة فدك، و كان قبل قدوم غالب هيأ (صلى اللّه عليه و سلم) الزبير لذلك و عقد له لواء، فلما قدم غالب رضي اللّه تعالى عنه قال (صلى اللّه عليه و سلم) للزبير اجلس، فصار غالب رضي اللّه تعالى عنه إلى أن أصبح القوم فأغاروا عليهم، و كان غالب رضي اللّه تعالى عنه قد أوصاهم بعدم مخالفتهم له، و آخى بين القوم، فساقوا نعما و قتلوا منهم.

قال: لما دنا غالب منهم ليلا، قام فحمد اللّه و أثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإني أوصيكم بتقوى اللّه تعالى وحده لا شريك له و أن تطيعوني و لا تخالفوا لي أمرا فإنه «لا رأي لمن لا يطاع» و في رواية: لا تعصوني، فإن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «من يطع أميري فقد أطاعني، و من عصاه فقد عصاني» و إنكم متى تعصوني فإنكم تعصون نبيكم (صلى اللّه عليه و سلم)، ثم ألف رضي اللّه تعالى عنه بين القوم، فقال: يا فلان أنت و فلان، و يا فلان أنت و فلان، لا يفارق رجل منكم زميله، فإياكم أن يرجع الرجل منكم فأقول له أين صاحبك؟ فيقول لا أدري، فإذا كبرت فكبروا، فلما أحاطوا بالقوم كبر غالب رضي اللّه تعالى عنه و كبروا معه و جردوا السيوف، فخرج الرجال فقاتلوا ساعة، و وضع المسلمون فيهم السيف، و كان شعار المسلمين «أمت أمت» و كان في القوم أسامة بن زيد رضي اللّه تعالى عنهما، و تفقده غالب رضي اللّه تعالى عنه فلم يره، و بعد ساعة: أي من الليل أقبل، فلامه غالب و قال: أ لم تر إلى ما عهدت إليك، فقال: خرجت في أثر رجل منهم جعل يتهكم بي حتى إذا دنوت منه و ضربته بالسيف قال: «لا إله إلا اللّه» فقال له الأمير: بئسما فعلت و ما جئت به، تقتل امرأ يقول: «لا إله إلا اللّه» فندم أسامة و ساق المسلمون النعم و الشاء و الذرية، فكان سهم كل رجل عشرة أبعرة، و عدل البعير بعشرة من الغنم انتهى، و تقدمت الحوالة على هذه، و تقدم ما فيها.

و قوله هنا حتى إذا دنوت منه و ضربته بالسيف قال: «لا إله إلا اللّه» يقتضي أنه‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست