responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 263

قلت: إنما قالها متعوّذا، فما زال يكررها حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم» أي تمنيت أن أكون أسلمت اليوم فيكفر عني ما صنعت، قال: كذا وقع في الأصل أن قتل أسامة للرجل الذي قال لا إله إلا اللّه كان في هذه السرية، و قد تبع في ذلك ابن سعد.

و إنما كان ذلك في سرية أسامة بن زيد للحرقة بضم الحاء المهملة و فتح الراء و بالقاف ثم تاء تأنيث بطن من جهينة، و سيأتي عن أسامة «بعثنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى الحرقة من جهينة، فصبحناها، فكان رجل يدعى مرداس بن نهيك إذا أقبل القوم كان من أشدهم علينا، و إذا أدبروا كان من حاميتهم فهزمناهم، فتبعته أنا و رجل من الأنصار، فرفعت عليه السيف، فقال لا إله إلا اللّه» و زاد في رواية: «محمد رسول اللّه، فكف الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته، ثم وجدت في نفسي من ذلك موجدة شديدة حتى ما أقدر على أكل الطعام، حتى قدمت على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فقبلني و أعتقني» قال بعضهم: «كان (صلى اللّه عليه و سلم) إذا بعث أسامة بن زيد يسأل عنه أصحابه، و يحب أن يثني عليه خيرا، فلما رجعوا لم يسألهم عنه، فجعل القوم يحدثون رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و يقولون: يا رسول اللّه لو رأيت ما فعل أسامة و لقيه رجل، فقال الرجل لا إله إلا اللّه، فشد عليه أسامة فقتله و هو (صلى اللّه عليه و سلم) يعرض عنهم، فلما أكثروا عليه (صلى اللّه عليه و سلم) رفع رأسه الشريف لأسامة فقال: يا أسامة أ قتلته بعد ما قال لا إله إلا اللّه، فكيف تصنع بلا إله إلا اللّه إذا جاءت يوم القيامة؟ فقال أسامة رضي اللّه تعالى عنه: إنما قالها خوفا من السلاح» و في رواية: «إنما كان متعوّذا من القتل، قال أسامة رضي اللّه تعالى عنه:

و لا زال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يكرر عليّ حتى تمنيت أني لم أسلم إلا يومئذ» انتهى.

و الذي في الكشاف في تفسير قوله تعالى: وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى‌ إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً [النساء: الآية 94] أصله أن مرداس بن نهيك رجل من أهل فدك أسلم و لم يسلم من قومه غيره فغزتهم سرية لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و كان عليها غالب بن فضالة الليثي رضي اللّه تعالى عنه، فهربوا و بقي مرداس لثقته بإسلامه. فلما رأى الخيل ألجأ غنمه إلى عاقول من الجبل و صعد، فلما تلاحقوا و كبروا كبر و نزل و قال: «لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه» السلام عليكم، فقتله أسامة بن زيد و استاق غنمه، فأخبر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بذلك فوجدوا وجدا شديدا و قال: قتلتموه إرادة ما معه، ثم قرأ الآية على أسامة، فقال: يا رسول اللّه استغفر لي، قال: فكيف بلا إله إلا اللّه؟ فما زال يكررها حتى وددت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ، ثم استغفر لي و قال: أعتق رقبة، و سيأتي نحو ذلك في سرية غالب بن عبد اللّه الليثي إلى مصاب بشير بن سعد.

و يبعد تعدد هذه الواقعة سيما في مواطن ثلاثة أو أربعة، و كون يسار مولى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) كان دليلا في هذه السرية يقتضي أنها متقدمة على سرية العرنيين، فقد

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 263
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست