responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 259

محمدا فإنه يمشي في الأسواق وحده، فأتاه رجل من الأعراب، و قال يعني نفسه: قد وجدت أجمع الرجال قلبا، و أشدهم بطشا، و أسرعهم عدوا، فإذا أنت فديتني خرجت إليه حتى أغتاله فإن معي خنجرا بفتح الخاء المعجمة كجناح النسر، و إني عارف بالطريق، فقال له: أنت صاحبنا، فأعطاه بعيرا و نفقة، و قال له: اطو أمرك، و خرج ليلا إلى أن قدم المدينة، ثم أقبل يسأل عن رسول اللّه فدل عليه، و كان (صلى اللّه عليه و سلم) في مسجد بني عبد الأشهل، فعقل راحلته و أقبل على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فلما رآه (صلى اللّه عليه و سلم)، قال: إن هذا يريد غدرا، و اللّه حائل بينه و بين ما يريد، فجاء ليجني على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فجذبه أسيد بن حضير رضي اللّه تعالى عنه بداخلة إزاره: أي بحاشيته من داخل، فإذا بالخنجر فأخذ أسيد يخنقه خنقا شديدا، فقال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم):

أصدقني، قال: و أنا آمن؟ قال: نعم، فأخبره بأمره فخلى عنه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فأسلم، أي و قال: يا رسول اللّه ما كنت أخاف الرجال، فلما رأيتك ذهب عقلي و ضعفت نفسي، ثم اطلعت على ما هممت به، فعلمت أنك على الحق، فجعل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يبتسم.

فعند ذلك بعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عمرو بن أمية الضمري و من تقدم إلى أبي سفيان بمكة. أي و ذلك بعد قتل خبيب بن عدي رضي اللّه تعالى عنه و صلبه على الخشبة.

و مضى عمرو بن أمية رضي اللّه تعالى عنه يطوف بالبيت ليلا، فرآه معاوية بن أبي سفيان رضي اللّه تعالى عنهما فعرفه، فأخبر قريشا بمكانه، فخافوه لأنه كان فاتكا في الجاهلية و قالوا: لم يأت عمرو بخير، و اشتدّوا في طلبه.

قال: و في رواية لما قدما مكة حبسا جمليهما ببعض الشعاب، ثم دخلا ليلا، فقال له صاحبه: يا عمرو لو طفنا بالبيت و صلينا ركعتين ثم طلبنا أبا سفيان، فقال له عمرو: إني أعرف بمكة من الفرس الأبلق، أي و إن القوم إذا تعشوا جلسوا على أفنيتهم، فقال: كلا إن شاء اللّه، قال عمرو: فطفنا بالبيت و صلينا، ثم خرجنا لطلب أبي سفيان، فلقيني رجل من قريش فعرفني، و قال: عمرو بن أمية فأخبر قريشا بي، فهربت أنا و صاحبي انتهى أي و صعدنا الجبل، و خرجوا في طلبنا، فدخلنا كهفا في الجبل، و لقي عمرو رجلا من قريش فقتله: أي قتل ذلك الرجل عمرو، فلما أصبحنا، غدا رجل من قريش يقود فرسا و نحن في الغار، فقلت لصاحبي: إن رآنا صاح بنا، فخرجت إليه و معي خنجر أعددته لأبي سفيان فضربته على يده فصاح صيحة أسمع أهل مكة، فجاء الناس يشتدّون فوجدوه بآخر رمق فقالوا: من ضربك؟

قال عمرو بن أمية، و غلبه الموت فاحتملوه، فقلت لصاحبي، لما أمسينا: النجاء، فخرجنا ليلا من مكة نريد المدينة، فمررنا بالحرس الذين يحرسون خشبة خبيب بن عدي رضي اللّه تعالى عنه، فقال أحدهم: لو لا أن عمرو بن أمية بالمدينة

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست