responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 249

(صلى اللّه عليه و سلم): أي لما سلم و أقبل على الناس و قال: هل سمعتم ما سمعت؟ قالوا نعم، قال:

أما و الذي نفسي بيده ما علمت بشي‌ء من هذا، أي ثم انصرف (صلى اللّه عليه و سلم) فدخل على ابنته و قال: قد أجرنا من أجرت. قال: و قال (صلى اللّه عليه و سلم): «المؤمنون يد على من سواهم، يجير عليهم أدناهم» أي و في الصحيحين: «ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما» أي أزال خفارته: أي نقض جواره و عهده «فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين» ثم دخلت عليه (صلى اللّه عليه و سلم) زينب رضي اللّه تعالى عنها فسألته أن يرد على أبي العاص ما أخذ منه، فأجابها إلى ذلك، و قال لها (صلى اللّه عليه و سلم): «أي بنية أكرمي مثواه و لا يخلص إليك، فإنك لا تحلين له»: أي لتحريم نكاح المؤمنات على المشركين أي كما تقدم في الحديبية.

و بعث (صلى اللّه عليه و سلم) للسرية فقال لهم: إن هذا الرجل منا حيث قد علمتم، و قد أصبتم له مالا فإن تحسنوا و تردوا عليه الذي له فإنا نحب ذلك، و إن أبيتم فهو في‌ء اللّه الذي فاء عليكم، فأنتم أحق به، فقالوا: يا رسول اللّه بل نرد عليه، فرد عليه ما أخذ منه.

و هذا السياق يدل على أن ذلك كان قبل صلح الحديبية و وقوع الهدنة، لأن بعد ذلك لم تتعرض سرايا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لقريش، و هو يخالف قوله (صلى اللّه عليه و سلم) لها: «لا يخلص إليك، لأن تحريم نكاح المؤمنات على المشركين إنما كان في الحديبية».

و قد ذكر بعضهم أن ذلك كان قبيل الفتح سنة ثمان، و من ثم ذكر الزهري و تبعه ابن عقبة (رحمهما اللّه) تعالى أن الذين أخذوا هذا العير و أسروا من فيها أبو بصير و أبو جندل و أصحابهما رضي اللّه تعالى عنهم، لأنهم كانوا في مدة صلح الحديبية، من شأنهم أن كل عير مرت بهم لقريش أخذوها بغير معرفة رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) كما تقدم، فلما أخذوا هذه العير خلوا سبيل أبي العاص لكونه صهر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم). و قيل أعجزهم هربا، و جاء تحت الليل فدخل على زوجته زينب رضي اللّه تعالى عنها فاستجار بها فأجارته، ثم كلمها في أصحابه الذين أسروا، فكلمت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في ذلك، فخطب الناس و قال: إنا صاهرنا أبا العاص فنعم الصهر وجدناه، و إنه قد أقبل من الشام في أصحاب له من قريش، فأخذهم أبو جندل و أبو بصير و أسروهم، و أخذوا ما كان معهم، و أن زينب بنت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) سألتني أن أجيرهم فهل أنتم مجيرون أبا العاص و أصحابه؟ فقال الناس: نعم، فلما بلغ أبا جندل و أبا بصير و أصحابهما قول رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ردوا الأسرى، و ردوا عليهم كل شي‌ء حتى العقال.

و صوّب في الهدى هذا الذي ذكره الزهري، أي لما علمت أن مما يؤيد ذلك قوله (صلى اللّه عليه و سلم) لبنته زينب: و لا يخلص إليك فإنك لا تحلين له، لأن تحريم نكاح المؤمنات على المشركين إنما كان بعد الحديبية.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست