responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 233

بين يدي رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، لأن تلك الرءوس لم تحمل إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بالمدينة، على أن فيه أنه لم يحمل إليه ذلك اليوم إلا رأس أبي جهل على ما تقدم.

سرية الرجيع‌

و في الأصل: بعث الرجيع. بعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عشرة، و قيل ستة عيونا إلى مكة يتجسسون أخبار قريش ليأتوه بها، و أمر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري رضي اللّه تعالى عنه، و يقال له ابن أبي الأفلح بالفاء، و قيل أمر عليهم مرثدا الغنوي رضي اللّه عنه حليف عمه (صلى اللّه عليه و سلم) حمزة رضي اللّه عنه، و مرثد بفتح الميم و إسكان الراء و بالمثلثة. و الغنوي بغين معجمة: أي و كان مرثد هذا يحمل الأسرى ليلا من مكة حتى يأتي بهم المدينة، فوعد رجلا من الأسرى بمكة أن يحمله، قال: فجئت به حتى انتهيت به إلى الحائط من حيطان مكة في ليلة مقمرة، فجاءت عناق و كانت من جملة البغايا بمكة، فرأت ظلي في جانب الحائط، فلما انتهت إليّ عرفتني قالت:

مرثد؟ قلت مرثد، قالت: مرحبا و أهلا هلم تبت عندنا الليلة، فقلت: يا عناق إن اللّه حرم الزنا، فدلت عليّ، فخرج في أثري ثمانية رجال، فتواريت في كهف الخندمة فجاؤوا حتى وقفوا على رأسي، فأعماهم اللّه عني، فلما رجعوا رجعت لصاحبي، فحملته و كان رجلا ثقيلا حتى انتهيت إلى محل فككت عنه قيده، ثم جعلت أحمله حتى قدمت المدينة، ثم استشرته (صلى اللّه عليه و سلم) أن أنكح عناقا، فأمسك عني حتى نزلت الآية:

الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَ الزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَ حُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3) [النّور: الآية 3] فدعاني (صلى اللّه عليه و سلم) فتلاها عليّ، ثم قال لي: لا تتزوجها.

و في قطعة التفسير للجلال المحلي أن الآية نزلت في بغايا المشركين لما همّ فقراء المهاجرين أن يتزوجوهن و هن موسرات لينفقن عليهم، فقيل التحريم خاص بهم، و قيل عام، و نسخ بقوله: وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى‌ مِنْكُمْ‌ [النور: الآية 32] الآية.

و فيه أن عند فقهائنا يحرم على المسلم نكاح من تعبد الأوثان و إن لم تكن بغيا.

و من جملة العشرة عبد اللّه بن طارق و خبيب بن عدي و خبيب تصغير خب:

و هو الماكر من الرجال الخدّاع، و زيد بن الدثنة بفتح الدال المهملة و كسر الثاء المثلثة و قد تسكن ثم نون مفتوحة ثم تاء تأنيث مقلوب من الندثة. و الندث: استرخاء اللحم، فخرجوا رضي اللّه عنهم: أي يسيرون الليل و يكمنون النهار، حتى إذا كانوا بالرجيع: و هو ماء لهذيل لقيهم سفيان بن خالد الهذلي الذي قتله عبد اللّه بن أنيس و جاء برأسه إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) كما تقدم و قومه- و هم بنو لحيان- فإنهم ذكروا لهم فنفروا إليهم فيما يقرب من مائة رام، أي و لا يخالف ما في الصحيح قريبا من مائة

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست