responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 140

الفتح: «هذا ما وعدني ربي، ثم قرأ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَ الْفَتْحُ (1) [النّصر: الآية 1] انتهى و قد أشار إلى ذلك صاحب الهمزية رضي اللّه تعالى عنه بقوله:

و استجابت له بنصر و فتح‌* * * بعد ذلك الخضراء و الغبراء

و توالت للمصطفى الآية الكب* * * رى عليهم و الغارة الشعواء

فإذا ما تلا كتابا من اللّه‌* * * تلته كتيبة خضراء

أي أجاب دعوته (صلى اللّه عليه و سلم) الرفيع و الوضيع، و عن الأول كنى بالخضراء التي هي السماء. فقد جاء حديث سنده واه «السماء الدنيا زمردة خضراء، و ذكر أنها أشد بياضا من اللبن و خضرتها من صخرة خضراء تحت الأرض» و كنى عن الثاني بالغبراء التي هي الأرض، و إنما كانت غبراء لأن جميع طبقاتها من طين، مع حصول نصر له (صلى اللّه عليه و سلم) على أعاديه، و فتح لبلادهم بعد ذلك الضعف الذي كان به (صلى اللّه عليه و سلم) و بأصحابه، و قلتهم و كثرة عدوهم مع التصميم على أذيتهم. و تتابعت العلامات الدالة على نبوته (صلى اللّه عليه و سلم)، و توالت له عليهم الإغارة المحيطة بهم من سائر الجوانب.

و جاء: «أنه (صلى اللّه عليه و سلم) لما فرغ من طوافه دعا عثمان بن طلحة رضي اللّه تعالى عنه، فإنه كان قدم على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) المدينة مع خالد بن الوليد و عمرو بن العاص قبل الفتح و أسلموا كما تقدم، و استمر في المدينة إلى أن جاء معه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى فتح مكة، و به يردّ ما روي أنه (صلى اللّه عليه و سلم) بعث عليّا (كرم اللّه وجهه) إلى عثمان بن طلحة لأخذ المفتاح فأبى أن يدفعه له و قال: لو علمت إنه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لم أمنعه منه، و لوى عليّ (كرم اللّه وجهه) يده و أخذ المفتاح منه قهرا و فتح الباب و أنه لما نزل قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‌ أَهْلِها [النّساء: الآية 58] أمره (صلى اللّه عليه و سلم) أن يدفع له المفتاح متلطفا به، فجاءه علي (كرم اللّه وجهه) بالمفتاح متلطفا به، فقال له: أكرهت و آذيت ثم جئت ترفق، فقال علي (كرم اللّه وجهه): لأن اللّه أمرنا برده عليك فأسلم.

ثم لما دعا (صلى اللّه عليه و سلم) عثمان و جاء إليه أخذ منه مفتاح الكعبة ففتحت له فدخلها، ثم وقف (صلى اللّه عليه و سلم) على باب الكعبة، فقال: لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، صدق وعده و نصر عبده و هزم الأحزاب وحده.

ثم ذكر (صلى اللّه عليه و سلم) خطبة بين فيها جملة من الأحكام. منها «أن لا يقتل مسلم بكافر، و لا يتوارث أهل ملتين مختلفتين، و لا تنكح المرأة على عمتها و لا على خالتها، و البينة على المدعي و اليمين على من أنكر، و لا تسافر امرأة مسيرة ثلاث ليال إلا مع ذي محرم. و لا صلاة بعد العصر و لا بعد الصبح، و لا يصام يوم الأضحى و لا يوم الفطر، ثم قال: يا معشر قريش إن اللّه أذهب عنكم نخوة الجاهلية و تعظمها بالآباء، و الناس من آدم و آدم من تراب. ثم تلا هذه الآية: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست