responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 13

قال: و سببها أنه (صلى اللّه عليه و سلم) رأى في النوم أنه دخل مكة هو و أصحابه آمنين محلقين رءوسهم و مقصرين، أي بعضهم محلق و بعضهم مقصر؛ و أنه دخل البيت و أخذ مفتاحه و عرّف مع المعرفين انتهى، أي و طاف هو و أصحابه؛ و اعتمر و أخبر بذلك أصحابه ففرحوا، ثم أخبر أصحابه أنه يريد الخروج للعمرة فتجهزوا للسفر، فخرج (صلى اللّه عليه و سلم) معتمرا ليأمن الناس: أي أهل مكة و من حولهم من حربه، و ليعلموا أنه (صلى اللّه عليه و سلم) إنما خرج زائر للبيت و معظما له.

و كان إحرامه (صلى اللّه عليه و سلم) بالعمرة من ذي الحليفة، أي بعد أن صلى بالمسجد الذي بها ركعتين و ركب من باب المسجد و انبعثت به راحلته مستقبل القبلة؛ أحرم و أحرم معه غالب أصحابه، و منهم من لم يحرم إلا بالجحفة، أي و كان خروجه في ذي القعدة، و قيل كان خروجه في رمضان و هو غريب، و لفظ تلبيته (صلى اللّه عليه و سلم) «لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك».

و استعمل (صلى اللّه عليه و سلم) على المدينة الشريفة نميلة بن عبد اللّه الليثي، أي و قيل ابن أم مكتوم، و قيل أبا رهم كلثوم بن الحصين. أي و قيل استخلف أبا رهم مع ابن أم مكتوم جميعا، فكان ابن أم مكتوم على الصلاة، و كان أبو رهم حافظا للمدينة، و كان خروجه (صلى اللّه عليه و سلم) بعد أن استنفر العرب و من حوله من أهل البوادي من الأعراب، ممن أسلم غفار و مزينة و جهينة و أسلم- القبيلة المعروفة- خشية من قريش أن يحاربوه و أن يصدّوه عن البيت كما صنعوا فتثاقل كثير منهم و قالوا أ نذهب إلى قوم قد غزوه في عقر داره بالمدينة و قتلوا أصحابه فنقاتلهم، و اعتلوا بالشغل بأهاليهم و أموالهم، و أنه ليس لهم من يقوم بذلك، فأنزل اللّه تعالى تكذيبهم في اعتذارهم بقوله‌ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ‌ [الفتح: الآية 11].

و خرج (صلى اللّه عليه و سلم) بعد أن اغتسل ببيته، و لبس ثوبين، و ركب راحلته القصوى من عند بابه، و خرج معه أم سلمة و أم عمارة و أم منيع و أم عامر الأشهلية رضي اللّه عنهن، و معه المهاجرون و الأنصار و من لحق بهم من العرب، و أبطأ عليه كثير منهم كما تقدم، و ساق معه الهدي سبعين بدنة، أي و قد جللها، أي في ذي الحليفة بعد أن صلى بها الظهر، ثم أشعر منها عدة و هي موجهات للقبلة في الشق الأيمن: أي من سنامها. ثم أمر (صلى اللّه عليه و سلم) ناجية بن جندب و كان اسمه ذكوان فغير رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) اسمه و سماه ناجية لما أنه نجا من قريش. فأشعر ما بقي و قلدهن نعلا نعلا، و أشعر المسلمون بدنهم و قلدوها. و الإشعار جرح بصفحة سنامها. و التقليد أن تقلد في عنقها قطعة جلد أو نعل بالية ليعلم أنه هدي فيكف الناس عنه، و كان الناس سبعمائة رجل فكانت كل بدنة عن عشرة، و قيل كانوا أربع عشرة مائة، و قيل خمس عشرة و قيل ست عشرة، و قيل كانوا ألفا و ثلاثمائة، و قيل و أربعمائة، و قيل و خمسمائة

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 3  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست