responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 41

قال «من حج ماشيا كتبت له بكل خطوة سبعمائة حسنة من حسنات الحرم، قيل:

و ما حسنات الحرم؟ قال: الحسنة فيه بمائة ألف حسنة».

و الكلام في غير ما ضم أعضاءه الشريفة (صلى اللّه عليه و سلم) من أرض المدينة، و إلا فذاك أفضل بقاع الأرض بالإجماع، بل حتى من العرش و الكرسي.

على أن صاحب «عوارف المعارف» ذكر أن الطوفان موّج تلك التربة المكرمة عن محل الكعبة حتى أرساها بالمدينة، فهي من جملة أرض مكة. و حينئذ لا يحسن الاستناد في تفضيل المدينة على مكة بقول أبي بكر رضي اللّه تعالى عنه إنهم لما اختلفوا في أي محل يدفن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لم يقبضه اللّه إلا في أحب البقاع إليه ليدفن فيه كما سيأتي، و اللّه أعلم.

و عن عائشة رضي اللّه تعالى عنها أنها قالت «بينا نحن جلوس يوما في بيت أبي بكر الصديق في نحر الظهيرة» أي وسطها و هو وقت الزوال «قال قائل لأبي بكر أي و هذا القائل هي أسماء بنت أبي بكر. و في كلام بعض الحفاظ: يحتمل أن يفسر بعامر بن فهيرة أي مولى أبي بكر «قالت أسماء: قلت: يا أبت هذا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) متقنعا» أي متطيلسا «في ساعة لم يكن يأتينا فيها» أي فعن عائشة رضي اللّه تعالى عنها «لم يمر علينا يوم» أي قبل الهجرة «إلا يأتينا فيه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) طرفي النهار بكرة و عشيا» و في لفظ «كان لا يخطئ أن يأتي رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بيت أبي بكر أحد طرفي النهار إما بكرة و إما عشيا» أي و يحتاج إلى الجمع بين هاتين الروايتين على تقدير صحة الثانية و إلا فالأولى في البخاري. و تفسير التقنع بالتطيلس ذكره الحافظ ابن حجر، حيث قال: قوله: متقنعا: أي متطيلسا، و هو أصل في لبس الطيلسان، هذا كلامه.

و اعترضه ابن القيم حيث قال: لم ينقل عنه (صلى اللّه عليه و سلم) أنه لبس الطيلسان و لا أحد من أصحابه. و حينئذ لا يكون القناع هنا هو الطيلسان، بل التقنع تغطية الرأس و أكثر الوجه بالرداء من غير أن يجعل منه شي‌ء تحت رقبته الذي يقال له التحنيك. و حمل قول ابن القيم المذكور على الطيلسان المقوّر التي تلبسها اليهود. قال بعضهم: و هذا الطيلسان المقور هو المعروف بالطرحة، و قد اتخذت خلفاء بني العباس الطرحة السوداء على العمامة عند الخطبة، و استمر ذلك شعارا للخلفاء.

فالحاصل أن ما يغطى به الرأس مع أكثر الوجه إن كان معه تحنيك: أي ادارة على العنق قيل له طيلسان، و ربما قيل له رداء مجازا، و إن لم يكن معه تحنيك، قيل له رداء أو قناع، و ربما قيل له مجازا طيلسان: هو ما كان شعارا في القديم لقاضي القضاة الشافعي خاصة. قال بعضهم: بل صار شعارا للعلماء، و من ثم صار لبسه يتوقف على الإجازة من المشايخ كالإفتاء و التدريس. و كان الشيخ يكتب في إجازته:

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست