responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 351

(صلى اللّه عليه و سلم) فقال: يا طلحة أين ترى القوم، فقلت: بالسفالة، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): ذلك الذي ظننت، أما إنهم يا طلحة لن ينالوا منا مثلها حتى يفتح اللّه مكة علينا. و قال (صلى اللّه عليه و سلم) لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه «يا بن الخطاب: إن قريشا لن ينالوا منا مثل هذا حتى نستلم الركن» ا ه.

و كان دليله (صلى اللّه عليه و سلم) في السير ثابت بن الضحاك، و ليس هو أخا جبير، و قيل أخوه، و لا زالوا سائرين حتى عسكروا بحمراء الأسد: أي و هو محل بينه و بين المدينة ثمانية أميال، أي و قيل عشرة أميال.

و عن رجل من الأنصار قال «شهدت أحدا أنا و أخي، فرجعنا جريحين، فلما أذن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بالخروج في طلب العدو، فقال لي أخي: أ تفوتنا غزوة مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)» و في لفظ «إن تركنا غزوة مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لفسق و اللّه ما لنا من دابة نركبها، فخرجنا و كنت أيسر جراحا منه، فكنت إذا غلب حملته عقبه و يمشي عقبة حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون من حمراء الأسد، أي و ذلك عند العشاء و هم يوقدون النيران، فجاءتهما الحرس و كان على حرسه تلك الليلة عباد بن بشر مع طائفة، فلما أتي بهما إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال لهما ما حبسكما؟ فأخبراه بغلبتهما فدعا لهما بخير و قال لهما: إن طالت بكما مدة كانت لكما مراكب من خيل و بغال و إبل و ذلك ليس بخير لكم» أي هذان الرجلان عبد اللّه و رافع ابنا سهيل بن رافع و الذي ضعف عن المشي رافع، و الحامل له عبد اللّه.

و أقام المسلمون بذلك المحل ثلاث ليال، و كانوا يوقدون في كل ليلة من تلك الليالي خمسمائة نار حتى ترى من المكان البعيد. و ذهب صوت معسكرهم و نيرانهم في كل وجه، فكبت اللّه تعالى عدوّهم. قال جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما: و كان عامة زادنا التمر.

و حمل سعد بن عبادة رضي اللّه عنه ثلاثين بعيرا حتى وافت حمراء الأسد و ساق جزرا لتنحر، فنحروا في يوم اثنين و في يوم ثلاثاء. و لقي كفار قريش معبدا الخزاعي، و كان يومئذ مشركا بالروحاء، و كان رأى خروجه (صلى اللّه عليه و سلم) خلف قريش، فأخبرهم بخروج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لطلبهم، و قد كانوا أرادوا الرجوع إلى المدينة فكسرهم خروجه فتمادوا إلى مكة. قال: لما كان (صلى اللّه عليه و سلم) بحمراء الأسد لقيه معبد الخزاعي و كانت خزاعة مسلمهم و كافرهم تحبه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال: يا محمد و اللّه لقد عزّ علينا ما أصابك في نفسك و ما أصابك في أصحابك، و لوددنا أن اللّه تعالى أعلى كعبك، و أن المصيبة كانت لغيرك. ثم مضى معبد حتى كان بالروحاء. فلما رأى أبو سفيان معبدا قال: هذا معبد و عنده الخبر، ما وراءك يا معبد؟ قال: تركت محمدا و أصحابه قد خرجوا لطلبكم في جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقا، قد

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست