responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 327

السبكي (رحمه اللّه) في تائيته بقوله:

و مات ابن صيفي على الصفة التي‌* * * ذكرت وحيدا بعد طرد و غربة

و قد كان أبو عامر هذا خرج من المدينة مباعدا لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و معه خمسون غلاما، و قيل خمسة عشر من قومه من الأوس، فلحق بمكة و كان يعد قريشا أنه لو لقي قومه: أي الأوس لم يختلف عليه منهم رجلان. فلما جاء مع قريش نادى: يا معشر الأوس أنا أبو عامر، و قالوا له: لا أنعم اللّه بك عينا يا فاسق، أي و في لفظ قالوا له: لا مرحبا بك و لا أهلا يا فاسق. و لا مانع من صدور الأمرين منهم، فلما سمع ردّهم عليه قال لعنه اللّه: لقد أصاب قومي بعدي شرّ، ثم قاتل قتالا شديدا.

و هو الذي حفر الحفائر ليقع فيها المسلمون و هم لا يعلمون، التي وقع في إحداها رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) كما تقدم، أي و كان هو أوّل من أثار الحرب و ضرب بأسهم في وجوه المسلمين، و استأذن ولده حنظلة رضي اللّه عنه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في قتله فنهاه عن قتله.

و سبب قتل حنظلة رضي اللّه تعالى عنه أن حنظلة ضرب فرس أبي سفيان فوقع على الأرض فصاح و علاه حنظلة رضي اللّه عنه يريد ذبحه فرآه شدّاد بن الأوس كذا في الأصل قيل و صوابه شدّاد بن الأسود، فحمل عليه فقتله، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) «إن صاحبكم، يعني حنظلة، لتغسله الملائكة» أي و في رواية «رأيت الملائكة تغسل حنظلة بين السماء و الأرض بماء المزن في صحاف الفضة فسئلت صاحبته أي زوجته و هي جميلة بنت عبد اللّه بن أبي ابن سلول رأس المنافقين أخت ولده عبد اللّه رضي اللّه عنهما، فقالت: خرج جنبا فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): لذلك غسلته الملائكة» فإنه دخل عليها عروسا تلك الليلة التي صبيحتها أحد، و قد كان استأذن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في ذلك: أي في الدخول بها، فلما صلى الصبح غدا يريد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فلزمته، فكان معها فأجنب منها و نادى منادي رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بالخروج إلى العدو فعجل عن الغسل إجابة للداعي.

و في رواية أنها قالت: خرج و هو جنب حين سمع الهاتفة: أي الصياح بالخروج للعدوّ. و في لفظ: الهائعة. و في لفظ: الهيعة، من الهياع: و هو الصياح الذي فيه فزع. و قد جاء في الحديث «خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه» فلما سمع هيعة طار إليها.

و في رواية: و قد كان غسل أحد شقيه، فخرج و لم يغسل الشق الآخر. و قد رأت هي تلك الليلة أن السماء قد فرجت فدخل فيها ثم أطبقت. و جاء أنها أشهدت أربعة من قومها عليه بالدخول بها خشية أن يكون في ذلك نزاع، قالت: لأني رأيت السماء فرجت فدخل فيها ثم أطبقت، فقلت هذه الشهادة و علقت منه بعبد اللّه بن حنظلة رضي اللّه عنه في تلك الليلة. و عبد اللّه هذا هو الذي ولاه أهل المدينة عليهم‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست