responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 101

الطغاة الجناة؛ قاتلوهم يعذبهم اللّه بأيديكم و يخزهم و ينصركم عليهم و يشف صدور قوم مؤمنين، قاتلوا الفئة الباغية الذين نازعوا الأمر أهله، قوموا رحمكم اللّه.

و لما قتل عمار ندم ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما على عدم نصرة عليّ و المقاتلة معه، و قال عند موته: ما أسفي على شي‌ء ما أسفي على ترك قتال الباغية، قال بعضهم: شهدنا صفين مع علي بن أبي طالب في ثمانمائة من أهل بيعة الرضوان، و قتل منهم ثلاثة و ستون منهم عمار بن ياسر، و كان خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) شهادته بشهادة رجلين كان مع علي يوم صفين كافا سلاحه حتى قتل عمار جرد سيفه و قاتل حتى قتل، لأنه كان يقول: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول «عمار تقتله الفئة الباغية».

و في الحديث «من عادى عمارا عاداه اللّه، و من أبغض عمارا أبغضه اللّه، مما يزول مع الحق حيث يزول، عمار خلط الإيمان بلحمه و دمه، عمار ما عرض عليه أمران إلا اختار الأرشد منهما».

و جاء «أن عمارا دخل على النبي (صلى اللّه عليه و سلم) فقال: مرحبا بالطيب المطيب إن عمار بن ياسر حشي ما بين أخمص قدميه إلى شحمة أذنه إيمانا» و في رواية «إن عمارا ملئ إيمانا من قرنه إلى قدمه، و اختلط الإيمان بلحمه و دمه».

و تخاصم عمار مع خالد بن الوليد في سرية كان فيها خالدا أميرا، فلما جاءا إليه (صلى اللّه عليه و سلم) استبا عنده، فقال خالد: يا رسول اللّه أ يسرك أن هذا العبد الأجدع يشتمني، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): يا خالد لا تسب عمارا؛ فإن من سب عمارا فقد سب اللّه، و من أبغض عمارا أبغضه اللّه، و من لعن عمارا لعنه اللّه، ثم إن عمارا قام مغضبا، فقام خالد فتبعه حتى أخذ بثوبه و اعتذر إليه، فرضي عنه.

و عن سعد بن أبي وقاص رضي اللّه تعالى عنه؛ أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال «الحق مع عمار ما لم يغلب عليه دلهة الكبر» و هذا الحديث من أعلام النبوّة، فإن عمارا وقع بينه و بين عثمان بن عفان بعض الشحناء، و أشيع عنه أنه يريد أن يخلع عثمان، فاستدعاه سعد بن أبي وقاص و كان مريضا، فقال له: ويحك يا أبا اليقظان، كنت فينا من أهل الخير، فما الذي بلغني عنك، من السعي في الفساد بين المسلمين، و التألب على أمير المؤمنين، أ معك عقلك أم لا؟ فغضب عمار و نزع عمامته و قال: خلعت عثمان كما خلعت عمامتي هذه، فقال سعد: إنا للّه و إنا إليه راجعون، ويحك حين كبر سنك ورق عظمك و نفد عمرك، خلعت ربقة الإسلام من عنقك، و خرجت من الدين عريانا كما ولدتك أمك، فقام عمار مغضبا موليا و هو يقول: أعوذ بربي من فتنة سعد، و عند ذلك روى سعد الحديث و قال: قد دله و خرف عمار، و أظهر عمار القوم على ذلك.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست