responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 100

رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول «قاتل عمار في النار» و من العجب أن أبا العالية هذا هو القاتل لعمار يوم صفين، فكان أبو العالية مع معاوية، و كان عمار مع عليّ، أي و يقول: إن عمارا لما برز للقتال قال: اللهم لو أعلم رضاك عني أن أوقد نارا فأرمي نفسي فيها لفعلت، أو أغرق نفسي لفعلت، و إني لا أريد قتال هؤلاء إلا لوجهك الكريم، و أنا أرجو أن لا تخيبني و جعلت يده ترتعش على الحربة، أي لأن عمره يومئذ كان ثلاثا و سبعين سنة، أي و قد كان جي‌ء به بلبن فضحك، فقيل له: ما يضحكك؟ قال:

سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) «آخر شراب تشربه حين تموت لبن» و في رواية «آخر زادك من الدنيا مشيج من اللبن» ثم نادى: اليوم زخرفت الجنان، و زينت الحور الحسان، اليوم نلقى الأحبة، محمدا و حزبه.

و لما قتل عمار دخل عمرو بن العاص على معاوية فزعا و قال: قتل عمار، فقال معاوية قتل عمار فما ذا؟ قال عمرو: سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول «تقتل عمارا الفئة الباغية» فقال له معاوية: دحضت، أي زلقت في بولك، أ نحن قتلناه، إنما قتله من أخرجه، و في رواية قال له: اسكت، فو اللّه ما تزال تدحض، أي تزلق في بولك، إنما قتله عليّ و أصحابه، جاءوا به حتى ألقوه بيننا.

و ذكر أن عليا رضي اللّه تعالى عنه لما احتج على معاوية رضي اللّه تعالى عنه بهذا الحديث و لم يسع معاوية إنكاره، قال إنما قتله من أخرجه من داره يعني بذلك عليا، فقال علي رضي اللّه تعالى عنه فرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إذن قتل حمزة حين أخرجه.

و لما قتل عمار، جرد خزيمة بن ثابت رضي اللّه تعالى عنه سيفه و قاتل مع علي و كان قبل ذلك اعتزل عن الفريقين، و قال سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول: «تقتل عمارا الفئة الباغية» فقاتل معاوية حتى قتل. و كان ذو الكلاع رضي اللّه تعالى عنه مع معاوية، و قال له يوما و لعمرو بن العاص: كيف نقاتل عليا و عمار بن ياسر، فقالا له: إن عمارا يعود إلينا و يقتل معنا فقتل ذو الكلاع قبل قتل عمار.

و لما قتل عمار قال معاوية: لو كان ذو الكلاع حيا لمال بنصف الناس إلى علي أي لأن ذا الكلاع كان ذووه أربعة آلاف أهل بيت، و قيل عشرة آلاف.

و كان عبد اللّه بن بديل بن ورقاء رضي اللّه تعالى عنه مع علي رضي اللّه تعالى عنه، فلما قتل عمار أخذ سيفين و لبس درعين، و لم يزل يضرب بسيفيه حتى انتهى إلى معاوية، فأزاله عن موقفه، و أزال أصحابه الذين كانوا معه عن موقفهم. ثم قام خطيبا فحمد اللّه و أثنى عليه، و صلى على النبي (صلى اللّه عليه و سلم) ثم قال: ألا إن معاوية ادعى ما ليس له و نازع الأمر أهله. و من ليس قبله، و جادل بالباطل ليدحض به الحق؛ و صال عليكم بالأعراب و الأحزاب، و زين لهم الضلالة، و زرع في قلوبهم حب الفتنة، و لبس عليهم الأمر، و أنتم و اللّه على الحق، على نور من ربكم و برهان مبين، فقاتلوا

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 2  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست