responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 277

أ فلا تعذرون سلمان لما* * * أن عرته من ذكره العرواء

أي و وفى قدر بيضة من بيض الدجاج أو الحمام من ذهب دين سلمان، و هو أربعون أوقية من ذهب حين قرب حلول الدين، و تقدم أنه و في دينه منها و بقي عنده منها قدر ما أعطاهم.

و سبب هذا الدين على سلمان أنه كان يدعى قنا، أي أرقّ بالباطل كما تقدم، فكوتب على ذلك و على أن يغرس تلك النخيل و يتعهدها إلى أن تثمر، و أعتق بأداء هذا الدين حين أينعت العراجين من نخيله التي غرسها: أي غرست له، أ فلا ترون لسلمان عذرا يمنعكم من إيذائه حين أن غشيته قوة الحمى من أجل سماع ذكره (صلى اللّه عليه و سلم).

قال سلمان: و شهدت مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الخندق ثم لم يفتني معه مشهد.

و عن بريدة «أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) اشترى سلمان أي كان سببا لشرائه أي مكاتبته من قوم اليهود بكذا و كذا درهما، و على أن يغرس لهم كذا و كذا من النخل يعمل فيها سلمان حتى تدرك فغرس رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) النخل كله إلا نخلة غرسها عمر رضي اللّه تعالى عنه، فأطعم النخل كله إلا تلك النخلة التي غرسها عمر، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من غرسها؟ قالوا عمر، فقلعها و غرسها رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بيده فأطعمت من عامها».

و ذكر البخاري «أن سلمان رضي اللّه تعالى عنه غرس بيده ودية واحدة و غرس رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) سائرها فعاشت كلها إلا التي غرسها سلمان» قال: و يجوز أن يكون كل من سلمان و عمر غرس هذه النخلة أحدهما قبل الآخر انتهى.

أقول: و هذا الحائط الذي غرس فيه سلمان من حوائط بني النضير و كان يقال له المنبت، و قد آل إليه (صلى اللّه عليه و سلم) كما سيأتي.

و لا يخفى أن قول صاحب الهمزية كان يدعى قنا أنه لم يرقّ حقيقة، و قد تقدم ذلك. و فيه أنه لو لم يرق حقيقة لما أقره على الرق، و أمره (صلى اللّه عليه و سلم) بالمكاتبة و أدى عنه و كونه فعل ذلك تطييبا لخاطر ساداته بعيد فليتأمل.

فإن قيل: إذ رقّ حقيقة كيف جاز له (صلى اللّه عليه و سلم) أن يأمر أصحابه أن يأكلوا مما جاء به صدقة و يأكل هو و هم مما جاء به هدية و الرقيق لا يملك و إن ملكه سيده على الأصح عندنا معاشر الشافعية، بل و عند باقي الأئمة؟

قلنا: يجوز أن يكون الرقيق كان في صدر الإسلام يملك ما ملكه له سيده ثم نسخ ذلك. على أن بعض أصحابنا ذهب إلى صحته، و في كلام السهيلي: و ذكر أبو عبيد أن حديث سلمان حجة على من قال إن العبد لا يملك هذا كلامه، و أنه (صلى اللّه عليه و سلم) لم يعلم رقه حينئذ، لأن الأصل في الناس الحرية، و لعدم تحقق رق سلمان و عدم مجي‌ء مكاتبته على قواعد أئمتنا لم يستدلوا على مشروعية الكتابة بقصة سلمان.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 277
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست