responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 94

و عن صهيب بن سنان الرومي رضي اللّه عنه، قال: لما أسلم عمر ظهر الإسلام، و دعى إليه علانية، و جلسنا حول البيت حلقا، و طفنا بالبيت، و انتصفنا ممن غلظ علينا، و رددنا عليه بعض ما يأتي به‌ [1].

و عن عبد اللّه بن مسعود قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر [2].

ممثل قريش بين يدي الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم)

و بعد إسلام هذين البطلين الجليلين- حمزة بن عبد المطلب و عمر بن الخطاب رضي اللّه عنهما- أخذت السحائب تنقشع و أفاق المشركون عن سكرهم في إدلاء العذاب و النكال إلى المسلمين، و حاولوا مساومة مع النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بإغداق كل ما هو يمكن أن يكون مطلوبا له؛ ليكفوه عن دعوته. و لم يكن يدري هؤلاء المساكين أن كل ما تطلع عليه الشمس لا يساوي جناح بعوضة أمام دعوته، فخابوا و فشلوا فيما أرادوا.

قال ابن إسحاق: حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال: حدثت أن عتبة بن ربيعة، و كان سيدا، قال يوما، و هو في نادي قريش، و رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) جالس في المسجد وحده: يا معشر قريش أ لا أقوم إلى محمد؟ فأكلمه، و أعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها، فنعطيه أيها شاء، و يكف عنا؟ و ذلك حين أسلم حمزة رضي اللّه عنه، و رأوا أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، يكثرون و يزيدون، فقالوا: بلى، يا أبا الوليد قم إليه، فكلمه، فقام إليه عتبة، حتى جلس إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: يا ابن أخي، إنك منا حيث قد علمت من السطة [3] في العشيرة، و المكان في النسب، و إنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم، و سفهت به أحلامهم، و عبت به آلهتهم و دينهم، و كفرت به من مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها، لعلك تقبل منها بعضها. قال: فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): قل يا أبا الوليد اسمع، قال: يا ابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، و إن كنت تريد به شرفا سودناك علينا، حتى لا نقطع أمرا دونك، و إن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا، و إن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطع رده عن نفسك طلبنا لك الطب، و بذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنه ربما غلب التابع على الرجل حتى يداوي منه- أو كما قال له- حتى إذا


[1] تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص 13.

[2] صحيح البخاري، باب إسلام عمر بن الخطاب 1/ 545.

[3] هي المنزلة الرفيعة المهيبة.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست