responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 93

و ذكر ابن هشام و كذا ابن الجوزي مختصرا، أنه لما أسلم أتى إلى جميل بن معمر الجمحي- و كان أنقل قريش لحديث- فأخبره أنه أسلم، فنادى جميل بأعلى صوته أن ابن الخطاب قد صبأ. فقال عمر:- و هو خلفه- كذب، و لكني قد أسلمت، فثاروا إليه، فما زال يقاتلهم و يقاتلونه حتى قامت الشمس على رءوسهم، و طلح، أي أعيا عمر، فقعد، و قاموا على رأسه، و هو يقول: افعلوا ما بدا لكم، فأحلف باللّه أن لو كنا ثلاث مائة رجل لقد تركناها لكم أو تركتموها لنا [1].

و بعد ذلك زحف المشركون إلى بيته يريدون قتله. روى البخاري عن عبد اللّه بن عمر قال: بينما هو- أي عمر- في الدار خائفا، إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو، و عليه حلة سبرة و قميص مكفوف بحرير، و هو من بني سهم، و هم حلفاؤنا في الجاهلية، فقال له: مالك؟ قال: زعم قومك أنهم سيقتلوني إن أسلمت، قال لا سبيل إليك- بعد أن قالها أمنت- فخرج العاص، فلقي الناس قد سال بهم الوادي، فقال أين تريدون؟ فقالوا:

هذا ابن الخطاب الذي قد صبأ، قال: لا سبيل إليه، فكر الناس‌ [2] و في لفظ، في رواية ابن إسحاق: و اللّه لكأنما كانوا ثوبا كشط عنه‌ [3].

هذا بالنسبة إلى المشركين، أما بالنسبة إلى المسلمين؛ فروى مجاهد عن ابن عباس قال: سألت عمر بن الخطاب، لأي شي‌ء سميت الفاروق؟ قال: أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام- ثم قص عليه قصة إسلامه و قال في آخره- قلت:- أي حين أسلمت- يا رسول اللّه! ألسنا على الحق إن متنا و إن حيينا؟ قال: بلى! و الذي نفسي بيده، إنكم على الحق و إن متم و إن حييتم، قال: قلت: ففيم الاختفاء؟ و الذي بعثك بالحق لنخرجن، فأخرجناه في صفين، حمزة في أحدهما، و أنا في الآخر، له كديد ككديد الطحين، حتى دخلنا المسجد، قال: فنظرت إليّ قريش و إلى حمزة، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها، فسماني رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) «الفاروق» يومئذ [4].

و كان ابن مسعود رضي اللّه عنه يقول: ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر [5].


[1] نفس المصدر ص 8 و ابن هشام 1/ 348، 349.

[2] صحيح البخاري، باب إسلام عمر بن الخطاب 1/ 545.

[3] ابن هشام 1/ 349.

[4] تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ص 6، 7.

[5] مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد اللّه النجدي ص 103.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست