responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 61

أمر القيام بالدعوة إلى اللّه، و موادها

تلقى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) أوامر عديدة في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ. وَ رَبَّكَ فَكَبِّرْ، وَ ثِيابَكَ فَطَهِّرْ. وَ الرُّجْزَ فَاهْجُرْ. وَ لا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ، وَ لِرَبِّكَ فَاصْبِرْ أوامر بسيطة ساذجة في الظاهر، بعيدة المدى و الغاية، قوية الأثر و الفعل في الحقيقة و نفس الأمر.

1- فغاية القيام بالإنذار أن لا يترك أحدا ممن يخالف مرضاة اللّه في عالم الوجود إلا و ينذره بعواقبه الوخيمة حتى تقع رجفة و زلزال في قلبه و روعه.

2- و غاية تكبير الرّب أن لا يترك لأحد كبرياء في الأرض إلا و تكسر شوكتها، و تقلب ظهرا لبطن، حتى لا يبقى في الأرض إلا كبرياء اللّه تعالى.

3- و غاية تطهير الثياب و هجران الرجز أن يبلغ في تطهير الظاهر و الباطن و في تزكية النفس من جميع الشوائب و الألواث إلى أقصى حد و كمال يمكن لنفس بشرية تحت ظلال (رحمة اللّه) الوارفة و حفظه و كلئه و هدايته و نوره، حتى يكون أعلى مثل في المجتمع البشري، تجتذب إليه القلوب السليمة، و تحس بهيبته و فخامته القلوب الزائغة، حتى ترتكز إليه الدنيا بأسرها وفاقا أو خلافا.

4- و غاية عدم الاستكثار بالمنة أن لا يعد فعالاته و جهوده فخيمة عظيمة، بل لا يزال يجتهد في عمل بعد عمل، و يبذل الكثير من الجهد و التضحية و الفناء، ثم ينسى كل ذلك، بل يفنى في الشعور باللّه بحيث لا يحس و لا يشعر بما بذل و قدم.

5- و في الآية الأخيرة إشارة إلى ما سيلقاه من أذى المعاندين من المخالفة و الاستهزاء و السخرية إلى الجد و الاجتهاد في قتله و قتل أصحابه، و إبادة كل من التفّ حوله من المؤمنين، يأمر اللّه تعالى أن يصبر على كل من ذلك بقوة و جلادة، لا لينال حظّا من حظوظ نفسه، بل لمجرد مرضاة ربه.

اللّه أكبر! ما أبسط هذه الأوامر في صورتها الظاهرة. و ما أروعها في إيقاعاتها الهادئة الخلابة، و لكن ما أكبرها و أفخمها و أشدها في العمل، و ما أعظمها إثارة لعاصفة هوجاء تحضر جوانب العالم كله، و تتركها يتلاحم بعضها في بعض.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست